قبل ثلاث سنوات تقريبا أطلقت وزارة الثقافة جائزة (حنا مينة للرواية) وكانت الحصيلة مبشرة سواء لعدد الأعمال المقدمة أو لنوعيتها أو لتشكيل لجان التحكيم وبالتالي النتيجة النهائية, إلا أن تغير المسؤول عن الجهة التي أطلقت هذه الجائزة وهو الكاتب محمد كامل الخطيب, غيّب الجائزة فذهبت أهداف هذا المشروع النبيل إلى الموت بدل أن يتحول إلى مؤسسة, وكأن الجائزة إنجاز شخصي فبدل التفكير بتطوير هذه الغرسة وإعطائها أبعادا جديدة تم إحالتها إلى خزانة الأرشيف.
من المستفيد من هذه الخطوة?
هناك الكثير من الضرر والمتضررين ومن الصعب العثور على مستفيد سوى واحد من شأنه ألا يتم تذكر انجاز المدير السابق للهيئة العامة للكتاب.
بالعودة إلى مسيرة العمل الثقافي في سورية خلال الأربعين سنة الماضية سنلاحظ وجود الكثير من المشاريع الثقافية الهامة سواء على صعيد المسرح او السينما أو الكتابة..التي أطلقت فلم تتكرر دورتها الأولى, وبعد سنوات يتم إطلاق دورة أولى من جديد, وكأننا مهووسون بكلمة (الأولى) دون أن تعني لنا كلمة الثانية أو الثالثة أنها تطوير إنما تبدو وكأن كلمة (الأولى) هي الإنجاز بحد ذاته على أمل أن يخلد التاريخ مُنجزَها, فكلما جاء مسؤول ثقافي قام بتصفير العداد, لإعادة اختراع العجلة, وهؤلاء يستحقون بجدارة أجورهم لا كمنقبي الألماس إنما كحراس مقبرة.