بل كانت النتيجة معاكسة تماما في كل مرة , لأنه ببساطة لا يمكن اسكات شعب يطالب بحقوقه وقد اختبرت اسرائيل صلابة هذا الشعب وقدرته على التحمل مرات كثيرة , وباتت تدرك أنه لا يمكن قهره بالقوة مهما طغت وتجبرت .
الامر الثاني الذي يفضحه الاصرار على استخدام القوة دون التفكير للحظة بحلول اخرى هي في متناول اليد لو كانت اسرائيل صادقة فعلا في سعيها لوقف اطلاق الصواريخ من قطاع غزة , هو افلاس هذه الحكومة وتخبطها نتيجة الاخفاق المتوالي لسياساتها العدوانية بل والاجرامية تجاه قطاع غزة من الحصار والتجويع وقطع امدادات الكهرباء والوقود والغذاء والدواء وصولا الى القتل اليومي عبر التوغلات والقصف والاغتيالات ,مرورا بالحصار السياسي الذي نجحت في فرضه على السلطة المنتخبة من جانب الشعب الفلسطيني وهي حركة حماس .
ان جولة اخرى من القتل والتدمير في قطاع غزة لن تفيد اسرائيل في شيء سوى انها قد تطفئ نار بعض الرؤوس الحامية في الحكومة المتطرفة أو المؤسسة العسكرية التي تبحث عن نصر ما بعد هزيمتها الموجعة في لبنان , وان كانت التقديرات الاسرائيلية نفسها تشير الى أن أي توغل بري واسع لجيش الاحتلال في قطاع غزة لن يكون نزهة , ولعل هذا بالضبط ما يؤخر العملية العسكرية التي يتوعد بها باراك منذ زمن, والتي لا تنفصل أيضا عن حلبة التناحر الحزبي والسياسي الداخلي في اسرائيل حيث يسعى باراك وهو يحضر نفسه لرئاسة الحكومة المقبلة ,لتسجيل انتصارات ينسبها لنفسه , في مواجهة خصومه الثرثارين خارج الحكومة , وشركائه في الحكومة المكلومين من حرب لبنان .