تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


النفي .. والإبادة

معا على الطريق
الخميس 20-2-2020
أسعد عبود

النفي هو المرحلة الأولى من الإبادة.. لا أعني النفي الجغرافي فقط، النفي الجغرافي يعني أن يجرد الإنسان من حقه في الحياة في وطنه.. هذا شكل من أشكال النفي مؤطر ويأتي أحياناً كحكم تمارسه بعض القوى المتسلطة الغاشمة..

أكثر من يمارسه اليوم هو اسرائيل بحق أبناء الشعب الفلسطيني.. وتهدد به الولايات المتحدة بالنسبة لذوي المنشأ غير الأميركي!! علماً أنه بالواقع الراهن في الولايات المتحدة.. إذا جاز لسلطة أن تنفي من هم من غير الأصول الأميركية ربما لا يبقى فيها إلا القليل من السكان..‏

لاحظ هنا تشابه أساس النفي بين الولايات المتحدة واسرائيل.. فالنفي يقع من سلطات القادمين من الغرباء.. على أبناء الأرض..!!‏

النفي عموماً يبدأ من نفي الحق في الحياة بمعناها الكامل.. فيكون جزئياً (السجن وتقييد الحرية) أو كلياً كما في الإبعاد القسري.. أي النفي الجغرافي.. ضمير النفي في الحالتين إنكار حق الآخر في الوجود والحياة والحرية ..‏

بالتالي.. فإن النفي يمارس بصور مختلفة وعلى مستويات متعددة، أسوؤها الإبعاد عن الأرض أو الوطن قسراً.. وهي قرينة أكيدة على نيات الإبادة.‏

القضية ببساطة تبتعد.. أو تُذبح..‏

هذه الصورة المبسطة للكراهية العميقة تتحول إلى إعدام حق الحياة إن استفحلت القوة الغاشمة وسمحت ظروفها.. وكي يكون الإجراء كلي التأثير ممنوع الرد تتحول نية القتل إلى قتل جماعي يوظف في ميادين السيطرة والاستبداد..‏

في التاريخ قصص متعددة للإبادة.. لقد تأثرت المحاولة العثمانية لإبادة الأرمن وغيرهم كثر نسبياً.. بمعنى تأثر ضرورة الكشف عنها والنشر حولها وإدانتها.. بقوة الإعلام والإدانة للمحرقة النازية.. اسرائيل بالذات رغبت في أن تغطي بالمحرقة المزعومة كل محاولات الإبادة الأخرى، ولا سيما محاولتها هي في نفي الشعب الفلسطيني كمقدمة أكيدة لضمير الإبادة..‏

لقد وقفت اسرائيل دائماً مع كل أنظمة النفي والفصل العنصري والإبادة الجزئية أو الكلية..‏

اليوم يذكر الموقف السوري المسجل بقرار لمجلس الشعب بالإقرار بجريمة إبادة الأرمن وغيرهم من أقوام أخرى.. بضرورة إماطة اللثام عن كل تفاصيل ما ارتكبته السلطة العثمانية وغيرها من سلطات غاشمة ومتجبرة، من جرائم النفي الفردي والجماعي كضمير يؤهل صاحبه للتفكير بالإبادة العنصرية..‏

As.abboud@gmail.com‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 696
القراءات: 724
القراءات: 698
القراءات: 797
القراءات: 656
القراءات: 769
القراءات: 714
القراءات: 767
القراءات: 699
القراءات: 737
القراءات: 637
القراءات: 730
القراءات: 729
القراءات: 694
القراءات: 734
القراءات: 865
القراءات: 611
القراءات: 909
القراءات: 1068
القراءات: 812
القراءات: 774
القراءات: 1086
القراءات: 977
القراءات: 758
القراءات: 913

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية