فالكيان الصهيوني ومنذ تواطؤ الغرب على زرعه في قلب الامة العربية منذ بداية القرن الماضي حاول تثبيته عبر قرار التقسيم بإعطائه ما ليس له لم يتوقف يوما عن ارتكاب المجازر والمذابح والاعمال الارهابية لفرض وجوده بالقوة الغاشمة لانه يعلم ان لاحق له في الارض الذي أوجد فيها وان الشعب الذي حل محله وهجره وشرده لن يتوقف يوما عن المطالبة بحقه المسلوب وارضه المغتصبة.
وبالرغم من أن العرب الذين قاوموا هذا الكيان المصطنع فترة طويلة من الزمن تقبلوا اخيرا فكرة التعايش معه لاسباب مختلفة فرضتها ظروف التفرق والتشرذم والتقلبات الدولية والاقليمية التي تصب في غير مصلحتهم إلا ان هذا الكيان لم يؤمن يوما بالتعايش والجوار ولم يصدق هذه النوايا الصادقة لانه يعلم اكثر من غيره ان فكرة وجوده غير شرعية ولم تكن يوما شرعية .
وما يرتكبه حكام اسرائيل من مجازر متواصلة بحق العرب عامة والفلسطينيين خاصة ورفضهم لكافة الحلول ومبادرات السلام إلا دليل ساطع على الفكر الارهابي الذي يتشربون به ويبنون عليه كيانهم .
ان الضحايا الذين ذهبوا بالامس بالارهاب الاسرائيلي وجلهم من الاطفال كان يجب ان يذهبوا اليوم الى مدارسهم ومناظر اجسامهم الممزقة تستصرخ العالم الذي يدعي الديمقراطية وحقوق الانسان وتنقر على ضمائر الغرب النائمة لكي تستفيق وتتحرك لوقف الحصار والقتل والدمار الذي ترتكبه اسرائيل كل يوم بحق هذا الشعب البريء وأطفاله وممتلكاته .