الى طرقات فريدة من نوعها حيث تصبح اجسام الطرق كالمخاريط بل الخرائط اذا صح التعبير والتي لها بداية لكن دون نهاية, والغريب بالامر ان كل مؤسسة من تلك المؤسسات لها اعتماداتها وخططها وموازنتها, وبالتالي تتعامل مع متعهدين ولا يربطها اي عمل مشترك او تنسيق مع المؤسسة الاخرى التي تمتلك المقومات ذاتها, وتمارس كافة هذه المؤسسات اعمالها على ذات الطرق من حفريات وتمديد كابلات وخطوط وغيرها, ما يدفعك للقول ان تلك المؤسسات تعمل والحمد لله حتى ولو شهد الطريق الواحد تناوب اربع جهات عليه في ممارسة تلك الحفريات.
والمشهد المضحك المبكي ان تجد وعلى سبيل المثال كما يحدث بريف دمشق ان مؤسسة المياه وبعد ان حفرت الشوارع بالطول والعرض لاستبدال الشبكات واعادة بعض الشوارع الى ما كانت عليه لكن على اشكال مخاريط ومطبات, بدأت الكهرباء خلفها بالحفريات من جديد وسنكون قريبا على موعد مع الهاتف ثم الصرف الصحي , فكم من الاموال التي تهدر في هذه الاعمال ومن يفكر بهذا الهدر الاقتصادي الذي لو فكرت الجهات بتنسيقه لكنا قد اختصرنا ووفرنا ما يؤمن تنفيذ فنادق خدمية لكن مصالح المهندسين والمتعهدين وهوامشها الواسعة في تمرير الاعمال من فساد مبطن ومكشوف والتلاعب بالمواصفات والسماكات والحسميات اهم بكثير من تذمر المواطنين الشاكين لله, لان لا اذن تسمع ولاعين ترى ما يحل بمواطنينا وحديث الناس( ضايعة الطاسة) كما يقال .
ورغم التأكيدات والتعاميم لتنسيق اعمال الحفريات بين تلك المؤسسات وكأن الامر يدور في حلقة مفرغة, فهل عجزت الجهات الوصائية عن ايجاد مرجعية واحدة كجهة منسقة ومخططة ومشرفة تخفيفا للهدر ورحمة بالمواطنين وتلافيا للمشاهد المسيئة للمنظر العام, ام سيبقى المثل القائل الطاسة ضايعة!!.