والدولية على هذا الاجتياح بل من نتائجه على الأرض وخاصة أن الانتخابات الإسرائيلية على الأبواب.
مع الأسف أثبت العرب تحت سقف الجامعة أنهم قادرون على اتخاذ القرارات وعاجزون عن تنفيذها... فماذا عن قرار الجامعة الأخير بتقديم المساعدات الطبية والغذائية لأهل غزة المحاصرين جواً وبراً وبحراً؟...وأيضاً ماذا عن التحرك العربي على المستوى الدولي لفك هذا الحصار؟ وإلى متى ستبقى القرارات العربية حبراً على ورق عندما يتعلق الأمر بمصالح الأمة؟.
ما تنشره وسائل الإعلام العربية والدولية والإسرائيلية يكشف عن مدى العجز العربي في مواجهة التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني والأمة عامة.... لدرجة أن بعض الدول العربية تختصر كل الموضوع في تغليب كفة فلسطينية على أخرى واعتبارهذا الأمر التزاماً أمام الادارة الاميركية ،فيما الشعب الفلسطيني مهدد بشتى أنواع الممارسات الإسرائيلية التي تتزايد مع حدة التراجع والانقسام العربي.
إنه لمن المؤسف أن يدعو الرئيس الأميركي جيمي كارتر الذي زار المنطقة مؤخراً العرب والفلسطينيين إلى تنحية الانقسام الداخلي فيما بعض العرب منشغلون بتغذيته بغية تحقيق مآرب صغيرة وضيقة في إطار الصراع الذي ولدته إدارة بوش المنصرفة في المنطقة.
ملايين الدولارات يدفعها الأغنياء وبعض الحكومات العربية لجامعة هنا وحديقة حيوان هناك..و...و ... بينما هم عاجزون أو خائفون من مد الشعب الفلسطيني بالغذاء والدواء، وهو الأحوج لهذه المساعدات أكثر من أي جهة أخرى على وجه هذه البسيطة.
إن ما يترك الأمل موجوداً بفشل إسرائيل في تحقيق أهدافها هو إدراك الشعب الفلسطيني لحقائق الوضع العربي الرسمي الميؤوس منه في هذه المرحلة وتنامي ثقافة المقاومة بين أبناء المجتمع العربي، ومهما حاول بعض المسؤولين العرب التملص من المسؤولية عن حصار غزة فذلك لن يشفع لهم أمام شعوبهم.
فاستمرار الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة وصمة عار للعالم برمته وللعرب تحديداً الذين لو تحركوا من جانبهم لما كانت إسرائيل تستطيع فعل ما تقوم به، ولكن هي تستمد بعض إصرارها على تجويع الشعب الفلسطيني من الضعف والعجز العربي ومحاولة البعض ترويض وإخضاع قطاع كبير من الشعب الفلسطيني عبر المساهمة بشكل مباشر أو غير مباشر في تجويعه... هذه هي الحقيقة.