وكلما طال زمن الحرب التي تشنها أميركا والغرب على سورية عبر أدوات إقليمية وعربية وداخلية كلما استمرت أزمات المواد والأسعار والخبز والمحروقات والكهرباء والموارد المالية الخ.. .
هذا الواقع الاستثنائي الصعب الذي نمرّ به منذ بداية الأزمة أو المحنة.. والذي زاد حدة مع زيادة العمليات الإرهابية التي طالت وتطول البنى التحتية بكل اشكالها والمباني والمنشآت العامة والمطارات وحقول النفط والغاز ومحطات الكهرباء.. يتطلب من الدولة بحكومتها وجيشها وشعبها اولاً الاستمرار في ملاحقة الإرهابيين أينما كانوا وحيثما حلوا مهما زاد (نعيق) مشايخ الخليج وسلطان العثمانيين الجدد وسيدهم الأميركي ومن يدور في فلكه.. وثانياً اتخاذ قرارات والقيام بإجراءات استثنائية من السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية لمعالجة آثار التدمير والتخريب وتداعياته على البشر والحجر وبالتالي لابد من وضع آليات عمل ومتابعة ( استثنائية ) وإحداث خلايا أزمة على مستوى كل منطقة أو قطاع تكون لها صلاحيات استثنائية في المعالجة الفاعلة بعيداً عن التأخير والتسويف الذي كنا نشهده في الحالات الطبيعية.. . وثالثاً استنهاض كل قوى وفعاليات وأبناء مجتمعنا عبر التنظيمات السياسية أو الشعبية أو النقابية أو الأهلية القائمة أو عبر تنظيمات وطنية جديدة لأن سياسة
( النأي بالنفس ) التي يتبعها البعض تنعكس سلباً عليهم وعلى وطنهم واقتصادهم ومعيشتهم 0
وهنا أشير إلى أن ما تشهده سورية من تدمير وتخريب لمرتكزات قوتها وبناها التحتية لم تتعرض له أي دولة عربية من الدول التي شهدت ما يسمى ( ثورات عربية ) كتونس ومصر واليمن والبحرين والأردن حيث لم يعتد أي ( ثائر ) أو ( معارض ) على أي مبان حكومية أو معامل ومنشآت عامة أو مطارات أو قطارات أو سكك حديدية أو طرق برية أو مطاحن أو مصارف أو سدود أو حقول نفط.. . و هذا ما لمسناه خلال تجوالنا الأسبوع الماضي في مدينة القاهرة على هامش فعاليات المؤتمر الثاني عشر لاتحاد الصحفيين العرب وهذا ما أكده لنا الصحفيون العرب المشاركون القادمون من تلك الدول والذين استغرب معظمهم ما يجري في سورية ونددوا بما يقوم به (المعارضون المسلحون) من قتل وتدمير وتخريب وخطف يندى له جبين الإنسانية خجلاً ما يؤكد أن هؤلاء أبعد ما يكونون عن / الثورات الشعبية / ومبادئها النبيلة وأهدافها التطويرية نحو الأفضل.. . فهم إرهابيون مجرمون قتلة مخربون وعلى العالم الذي يدعي الحرية والديمقراطية وحب الشعب السوري تقديم المساعدة لتطهير بلدنا منهم وليس العكس كما يحصل الآن !