تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ما يجوز وما لا يجوز!!

البقعة الساخنة
الاثنين31-7-2017
علي نصر الله

حُكومات على رأس السلطة، أحزابٌ وهيئات وتيارات مُمثلة في السلطة والبرلمان، قوى تقف في صفوف المعارضة، شخصيات تحمل لواء الوطن، وأخرى تلتحف لواء الدين، وثالثة تتلطى بلواء الفكر .. الخ،

ما زالت الكرامة مفهوماً لا تعرف معانيه، لكنها تُتاجر بما هو أكبر وأعظم وأعمق منها ومن الوطنية والحرية والسيادة والاستقلال، ولا تخجل من فضيحتها المُعلنة من أنّها لا تفعل إلا ما يأتيها من خارج الحدود بجواز فعله من عدمه!.‏

إذا كانت تزدهر هذه الأيام تجارة المعارضة المدفوعة قيمة إقامتها في الفنادق ذات النجوم المُتعددة، فإنّ ذلك لم يُلغ استمرار ازدهار الحكومات التي تتلقى تعليماتها اليومية من السفارات التي تدفع فواتير الفنادق وتُمدد للمُقيمين فيها أو تمتنع، لبنان الأُنموذج، والأردن المثال، وتونس الحالة، على أنّ للخليج بأكمله وضع خاص واستثنائي!.‏

لدى السفارات الأميركية في مُعظم الدول العربية عمل روتيني تقوم به كل صباح، مرّة يتصدى له السفير شخصياً، ومرة كبير دبلوماسييها، وأخرى موظف من الدرجة الثانية، لكن في مرات أُخر ترى واشنطن، وحسب تقديراتها، أنه ينبغي لوزارة الخارجية - الوزير - أو للبيت الأبيض - الرئيس - أن يُبلغ شخصياً هذه الحكومة أو تلك ما يجوز وما لا يجوز لها القيام به أو حتى التعبير عنه.‏

جرود عرسال، القدس، وحادثة السفارة الإسرائيلية في عمّان، أكدت المُؤكد مرة أخرى من جديد، وهو ما لا يستغربه أو يستهجنه مُتابع عارف بباطن الأمور وظاهرها، لكنه الأمر المُخزي الذي من شأنه أن يُسقط شرعية من لا شرعية له وأن يُحرج جمهوره، ذلك أنّ مشهدية وقوف الموتور رئيس الحكومة اللبنانية إلى جانب كونداليزا رايس في بيروت صيف 2006 لا يُمكن لها أن تتكرر في واشنطن بالوقوف إلى جانب دونالد ترامب بلا أثمان!.‏

في مثل هذه الأيام من صيف 2006 وقفت رايس تُهدد وتُبشر بمخاض ولادة شرق أوسط جديد، تبادلت القبلات مع حلفائها في بيروت، بينما كانت المقاومة اللبنانية تكتب صفحات المجد وتصون السيادة والاستقلال، فهل من مشيئة القدر أم من المشيئة الأميركية أن يبقى أصحاب شعارات «الحرية والسيادة والاستئلال» قطيع غربان تنعق وتنهش الجسد اللبناني؟!.‏

عرسال، القدس وحادثة السفارة، جعلت حكومات قائمة في بيروت وعمّان وسواهما تبدو كما لو أنها في سباق ماراتوني خطُّ نهايته تل أبيب أو واشنطن - لا فرق - تتسابق لبلوغه، تلتزم حرفياً بما يصلها من واشنطن وسفرائها المُعتمدين، وتُبدي جاهزيتها الدائمة لتتعلم ما يجوز وما لا يجوز لها أن تقول وتفعل، ويبدو أنها لم تتعلم الكثير بدليل أنها ما زالت تنتظر جرس الهاتف كل صباح!.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي نصر الله
علي نصر الله

القراءات: 12297
القراءات: 1622
القراءات: 1282
القراءات: 1442
القراءات: 1402
القراءات: 1212
القراءات: 1458
القراءات: 1319
القراءات: 1442
القراءات: 1524
القراءات: 1528
القراءات: 1598
القراءات: 1869
القراءات: 1243
القراءات: 1321
القراءات: 1260
القراءات: 1632
القراءات: 1445
القراءات: 1407
القراءات: 1488
القراءات: 1439
القراءات: 1464
القراءات: 1437
القراءات: 1742
القراءات: 1444
القراءات: 1323

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية