تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عكاكيــــــــز..!

من داخل الهامش
الخميس 14-1-2010م
علي قاسم

هي الأسئلة ذاتها التي تثيرها غالبا رؤية تقترب من الغيرة الأدبية وأحيانا تصطف إلى حيث هي تقف، وفي المكان ذاته التي تريده، وهي تردد المقولة ذاتها مع فارق التورية التي يريدها صاحبها.

والمعضلة المتحولة دون أن تشهد أي تغيير هي كيف يمكن أن يتشكل المشهد حين تغيب العكاكيز المعتادة وتلك التي كانت على الدوام عنصر الفرز بين التشويق ولا التشويق.‏

وبالتالي كان السؤال هل هي الضرورة الفنية التي تحكم حضورها في المشهد الأدبي أم ثمة ضرورات أخرى هي التي لها قصب السبق في فرضها، وفي كثير من الأحيان على حساب الجهد الفني؟‏

ورغم أن الإجابة غالبا ما كانت إشكالية شبه دائمة إلى حدود الأزل الأولى التي حضرت فيها، لكنها تتبدل وتتنوع وفق مساحات تبدو في كثير من الأحيان مبالغ فيها أو مفتعلة رغم هامشية دورها وتأثيرها.‏

هو إذا الثالوث الذي استحكم إلى حد بعيد بحضوره في مشهد طالما كان يبحث عن عكاكيز كي يستند عليها للخروج من البوح الذاتي إلى صناعة عالم إبداعي يتشارك فيه مع الآخرين بعد أن تتحول سطور الصفحات فيه إلى مشاع تسطر فيه القراءات جنبا إلى جنب مع الانطباعات والخيالات والاستنتاجات.‏

وكثيرا ما كان ثمة من يطرح بديلا يقول لو ان هذا الثالوث اختفى حتى من الهوامش هل سيحافظ العمل الإبداعي على عنصر التشويق وهل العالم المصنوع منه يعطي ما يكفي كي يكون واقعيا او منطقيا؟‏

عموما هي المعضلة التي لم تختلف كثيرا عبر عصور التطور المختلف والتبدل المتنوع للحضور الإبداعي في العمل الأدبي وظل على الدوام واحدا من الشواهد على مشاكسة تتباين فيها حدة القبول والرفض كما تختلف مساحة الإعجاب أو الإدهاش، وفي بعضها على الأقل هناك من يجزم ان غياب العكاكيز التقليدية يدفع بالعمل إلى موقع غير الموقع الذي يشغله، والبعض يرى أنه يفقده آخر ما فيه من عناصر جذب.‏

وحين تكون المبالغة قائمة على ذلك الحضور دون سواه وأن هذا الحضور يغطي بعض العجز وكثيرا من تدني المستوى، وحين يفقده ربما يفقد مبرر وجوده كله، فإن للمسألة وجه آخر غير الذي ينظر إليه تقليديا.‏

في العموم الخطر ليس في وجودها ولا في حضورها، بل في اعتبارها المظلة والحامل والمتكأ والملجأ وأحيانا المخرج من أزمة الإبداع وهروبا من غياب عناصر أكثر أهمية أوجه قوة لم يتمكن المبدع من امتلاكها فيكون البديل واحدا من ذلك الثالوث، خصوصا حين تكون بوابة للمنع أو للتفكير بالمنع، كوسيلة للدعاية وسوقا للشهرة المجانية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي قاسم
علي قاسم

القراءات: 7064
القراءات: 981
القراءات: 1138
القراءات: 927
القراءات: 930
القراءات: 915
القراءات: 1040
القراءات: 881
القراءات: 815
القراءات: 914
القراءات: 964
القراءات: 852
القراءات: 788
القراءات: 843
القراءات: 1042
القراءات: 919
القراءات: 736
القراءات: 925
القراءات: 947
القراءات: 1009
القراءات: 963
القراءات: 838
القراءات: 1011
القراءات: 922
القراءات: 1048

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية