تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من دمشق إلى أثينا و بالعكس

خط على الورق
الثلاثاء 27-1-2015
أســعد عبـــود

القضية - ببساطة - التي جعلتني أتخيل حكاية حب أو «غلب» ، تسير بين العاصمتين التاريخيتين ، هي حالة شخصية و انطباع من المشهد العام. فقط وددت أن أوجه تحية طيبة إلى اليسار اليوناني لفوزه اللافت في الانتخابات العامة في الدولة الصديقة القريبة.

ما علاقتي .. ؟! سأقول لكم لكن بعد أن أستعرض وقائع من يوم أمس الأحد.‏

ذكرني هاتف عند الواحدة ظهراً ، بتهديدات كان أطلقها قائد ارهابي اسلامي عبر شبكة التواصل العالمي ، التي برأيي لا بد للبشرية يوماً من وضع أسس أخرى لعملها. كنت في طريقي إلى دمشق خارجاً من حصار البرد و المرض الذي تجاوز العشرة أيام ، رافضاً حصار الارهاب الذي حاولوا فرضه ! إذ طالبوا – كما سمعت – سكان دمشق بالتزام منازلهم. تابعت طريقي و كان برفقتي ابنتي و حفيدي. كنا على الطريق الذي يصل مشروع دمر بدمشق ليوصلنا منطقة المزة. انتقلنا من هناك إلى ساحة باب مصلى ثم العودة باتجاه شارع خالد بن الوليد و توقفنا لبعض الوقت في سوق باب سريجة لشراء بعض المواد الغذائية ، ثم خرقنا وسط المدينة من شارع النصر إلى ساحة السبع بحرات عبر ساحة فكتوريا. توقفنا هناك نحو الساعة لقضاء بعض الشؤون و شراء حاجات مختلفة. انتقلنا عبر شارع العابد إلى أبو رمانة ثم شارعي كيوان و بيروت فالربوة فدمر و عودة إلى المنزل في رحلة لم تتوقف فيها بعض التحذيرات لنا من القصف.‏

لم نر قصفاً أو نسمعه و لم نشاهد آثاره !! لكننا عرفنا ذلك عبر الاعلام ... أما المدينة فقد أظهرت بعض التحسب فخفّت قليلاً الحركة المعتادة يوم الأحد « بداية الأسبوع « تاركة كل الفرص لكل النشاطات التي يحتاجها أي مواطن.‏

القضية بما فيها أننا بلد في حالة حرب، نقاتل فيها مجرمين لا يرحمون و كيفما تحركنا ثمة انفجار أو قذيفة تتهددنا ولا بد من الحياة. و بكل الأحوال لقد سجل يوم الأحد الفائت فشلاً ذا معنى ، لما تخيله الارهاب و أراده.‏

سنعيش ... بالمختصر ... سنعيش رغم كل الظروف التي يحاولون أن يحيطوا حياتنا بها. قصف و ضعف و سوء إدارة تتغطى بالظروف القائمة التي تتطلب الكفاءة لا التحجج و العجز. سنعيش و نمضي في الحياة رافعين الرأس و اليد تحية لمقاتلي الجيش العربي السوري.‏

و الرسالة من اليونان تقول شيئاً مشابهاً : سيعيشون رغم التعالي الامبريالي عليهم الذي وضعهم في الحصار لسنوات طويلة و كانت رسالتهم في التوجه لليسار - و لليسار في اليونان تاريخ ذو طعم خاص و حكاية طابعها الرفض الصلب لما تريده الامبريالية الغربية - اليونان هي عنوان فشل لهم تحداهم لسنين طويلة و حاولوا الرد.‏

عادت اليونان تخيفهم ... تخيف اتحادهم الذي و صفه زعيم رامسفيلد يوماً بأنه اتحاد عقاري. و هي مرشحة لدور قد يفتح بوابة الأمل للعديد من الشعوب في المنطقة ... إن لم ينافس اليساريون خصومهم في ارتهانهم للامبريالية العالمية ؟! الشعب اختاركم لأنكم يسار ... فلا تنافسوا اليمين يمينية كاشتراكيي فرنسا.‏

as. abboud@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 647
القراءات: 949
القراءات: 934
القراءات: 909
القراءات: 958
القراءات: 995
القراءات: 1000
القراءات: 982
القراءات: 1078
القراءات: 1091
القراءات: 1026
القراءات: 1067
القراءات: 1041
القراءات: 1080
القراءات: 1336
القراءات: 1221
القراءات: 1124
القراءات: 1145
القراءات: 1203
القراءات: 1203
القراءات: 1211
القراءات: 1231
القراءات: 1225
القراءات: 1279
القراءات: 1281

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية