حشدت إدارة الرئيس جورج بوش وجيشت جيوشها فاحتلت العراق ودمرته وقتلت عشرة في المائة من أهله وسكانه بينهم 550 من نخبته العلمية والثقافية اغتيالاً على يدي فرق الموساد وعملائه ثم عادت هذه الادارة لتقول إن التقارير كان مبالغاً فيها فلا قاعدة في العراق ولا أسلحة للتدمير الشامل ولامن يحزنون !!
اليوم تقول تقارير المخابرات ذاتها أن ليس لدى ايران أي مشروع لانتاج السلاح الذري وأنها في أسوأ الاحوال بعيدة عن انتاج هذا السلاح بضع سنوات على الأقل وبالتالي ليس لدى ادارة بوش ولااسرائيل مايبرر استعجال أي منهما للاعتداء على ايران بذريعة منعها من امتلاك السلاح الذري .
بالطبع ماكانت ادارة بوش متعطلة في حربها على العراق وتدميره بانتظار تقارير المخابرات اياها التي انكشف زيفها فيمابعد وهي لن تكون اليوم متعطلة عن تنفيذ عدوانها على ايران لأن تقارير المخابرات جاءت على هذا النحو ولم تمنح تلك الادارة ( الأوكي) لبدء العدوان الذي أوقفت احتمالاته العالم على قدم واحدة طيلة ثلاث سنوات مضت.
ولأن وقائع وظروف احتلال العراق سياسياً وعسكرياً هي غيرها الظروف والوقائع المرافقة اليوم للمشروع الاميركي الاسرائيلي المشترك في الاعتداء على ايران ولأن التحولات التي طرأت على الاستراتيجية الاميركية في المنطقة خلال السنوات القليلة السابقة فرضت كبح جموح هذه الاستراتيجية فقد جاءت تقارير المخابرات الاميركية الحالية تجاه ايران تماماً كما جاءت سابقاتها تجاه العراق ....لتخدم هذه الاستراتيجية لالتعارض اتجاهاتها وتحولاتها ولوبدت في ظاهرها كذلك .
الطبيعي والبديهي أن تفبرك السياسات التقارير التي تحتاجها والطبيعي والبديهي أيضاً أن تساهم التقارير في فبركة المخارج للسياسات المأزومة وفي ترقيع اثوابها حين تهترئ !!