فالدم البريء اينما كان يستحق التعاطف والحزن عليه لانه بالمحصلة يعني الانسانية كلها , نتذكر الدم السوري الذي سال غزيرا , وبدعم مباشر او غير مباشر من رعاة الارهاب الاسود, من باريس وواشنطن ولندن, ومن كهوف آل سعود, وتورا بورا الدوحة ومن لف لفيفهم.
صاح السوريون, ونادوا العالم كله ومنذ الثمانينات من القرن الماضي دعونا الى ان يعقد مؤتمر دولي لتعريف الارهاب ووضع آليات لمكافحته ولكن احدا ممن يستثمر فيه وبأحقاده ممن يدعون انهم حراس الحق والعدالة في العالم , احد منهم لم يحرك ساكنا , لابل انهم زادوا الدعم وانغمسوا بشكل مباشر في صفقات مريبة تدعم وتزيد من قوة مموليه , فرنسا التي تدعي انها سيدة التنوير في العالم , تبدو بسياسة هولاند ومن يتبعه ذيلا تابعا لمشايخ النفط , يهمهم الصفقات وعمولتها, لا ارث الفكر , ولا الحرية , ولاشيء غير ذلك.
ما جرى في باريس , وقبله في بيروت , وناعورة الدم التي تغرق ابناءنا بدعم غربي ومال دنس خليجي , ارهاب ما بعده ارهاب ,لقد تمرد الوحش وحطم القفص , ومن قال ان الوحوش لاتعود الى غريزتها , والى دمويتها اينما كانت , ومن كان مروضها وراعيها, لن يقف الامر عند باريس , ولا أي مكان, ثمة زرع خبيث لابد من استئصاله من الجذور, لابد من اعلان الحقيقة امام الرأي العام العالمي , لم يعد الصمت مقبولا ابدا على ممارسات الساسة الغربيين , حان لمفكريهم وشعوبهم ان تعلن ان من جر الارهاب الدموي اليها , ساستها المنغمسون حتى النخاع بالمزيد من المال الاسود , في عهد هولاند يتساوى برج ايفل مع أي قصر لأمير نفطي الان فكلاهما مجرد ركام, لم يعد ايفل منارة باريس ابدا , بل ما يأتي من الرياض للتابع هولاند ومن معه, ومن المعيب جدا ان يبقى الامر هكذا , ولايكفي ان يعلن اوباما بلسانه مرددا شعار الثورة الفرنسية (حرية، مساواة, اخوة).
لن نشمت ابدا , لكنه الدرس والرسالة ,وقد حان وقت مراجعة الواقع واعلان الارهاب آفة عالمية ممولها ومغذيها الفكر المنحرف , مدعومة بمال الخليج , مستندة على ساسة الغرب التائهين , وقرارات الامم المتحدة التي لا تنفذ , كفى العالم صمتا واختباء وراء ستار من زيف.
d.hasan09@gmail.com