والتصويت عليه سيكون قريباً، وغالباً سيقرّ، مع اعتراض متوقع من تركيا والبرازيل، العضوين غير الدائمين اللذين بادرا إلى اتفاق مع تركيا يستجيب لطلبات مجموعة «5+1» على أمل الخروج من هذا الملف بأمان، ومهما كــان عدد الـــدول التي ســـتعترض على الــقـــــرار.. فإنه بالأغلب سيحظى بالإقرار، لأن أياً من دول «الفيتو» لن تستخدم حقها في إفشال مشروع القرار.
لا ندعي أننا نفهم بما يجري ومنعكساته أكثر من أصحاب القرار في مجلس الأمن.. وهنا تماماً مكمن الخطورة في هذا الإجراء.
يعني أنهم يقدمون على قرارهم وهم يقدرون عقابيله.
مانراه، أن معاقبة إيران أصبحت هدفاً بحد ذاته.. وليس الملف النووي.. أو على الأقل ليس أبداً خشية الولايات المتحدة من أن تُقدم إيران على تصنيع السلاح النووي.
بين إيران والسلاح النووي مسافة بعيدة جداً.. ثم هي أعلنت مراراً وتكراراً أنها لن تفعل.. وإنما تريد الصناعة النووية للأغراض السلمية، وجاء الاتفاق الثلاثي المرفوض أميركياً ليثبت إلى حد كبير حسن النيات الإيرانية، وجدارة دول العالم النامي لإدارة ملفات دولية والخروج منها بسلام.
لكن..
أميركا استمرت مصرّة على العقوبات.. ويبدو أنها ليست وحدها التي لم يعجبها أن تنجح تركيا والبرازيل في إدارة مرحلية للملف تخرجه من حالة الارتباك الذي وصل إليها.
نريد أن نسأل سؤالاً لكل من يوافق على قرار تشديد العقوبات:
- هل تظنون أنكم بذلك أبعدتم إيران عن استمرار التخصيب النووي وصولاً إلى ما تريده؟! هل العقوبات مفيدة فعلاً في تراجع إيران عن صناعتها النووية؟!
أم إن هناك احتمالاً في أن تدفع العقوبات إيران إلى توظيف جهود إضافية وحشد إمكانات لتنطلق في التخصيب إلى أعلى مستوى؟!
هل تثنيها العقوبات عن ذلك؟! أم إن هناك احتمالاً في أن تشجعها بعد أن تقطع أملها من إمكانات التفاهم مع الغرب؟!.
إن إيران دولة تعلمت كيف تمضي إلى أهدافها رغم العقوبات.. بل هي صاحبة خبرة حقيقية في ذلك.. وبالتالي يصعب أن نصدق أنه بهذا التشديد في العقوبات ستركع إيران..
ثم.. هل ستبقى السيطرة الغربية المطلقة على الأمم المتحدة، لتخرجها عن دورها، وتفقدها قيمتها الدولية؟!
لنلاحظ مثلاً، أنه في الوقت الذي تشخص فيه الأبصار إلى الأمم المتحدة، للتحقيق فيما جرى لأسطول الحرية، ومعاقبة القتلة والجناة.. نراها تتجه لمعاقبة إيران؟!.
ما الذي سيخلفه ذلك لدى دول العالم النامي، بل لدى دول العالم كله، وأحراره ولا سيما وهم يرمون بالاتفاق الثلاثي التركي –الإيراني- البرازيلي في سلة المهملات.
كل دول المنطقة، كل شعوبها ضد أي سلاح نووي فيها ودون مواربة.. وجاهزة للمضي في هذا الاتجاه دون أي حاجة لأي عقوبات لأي كان.. فما الذي يجعل الأمم المتحدة تعدل عن ذلك لمعاقبة إيران لأنها تشتمّ رائحة صناعة نووية لديها؟!
أتراهم يعملون لإشغالنا – نحن العالم النامي – بالبحث عن السلاح النووي، وبما يكفي لشلّ طاقاتنا كلياً؟! هل يفكرون بذلك إذ يحرصون علىالسلاح النووي في يد إسرائيل ويشددون العقوبات على إيران ويرفضون الاتفاق الثلاثي لحل الملف الإيراني؟!.
اليوم يزداد شك العالم النامي أن الأمم المتحدة لهم.. وتزداد ثقتهم أن الدول القوية لا تترك فرصة للتفاهم..
في إطار ذلك والسلاح النووي الإسرائيلي وغير الإسرائيلي يهدد أمنهم ومستقبلهم.. فماذا يفعلون؟!
a-abboud@scs-net.org