تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المكارثية... على الطريقة اللبنانية

معا على الطريق
الثلاثاء 20/12/2005م
نبيه البرجي

لا أحد منا يدعي أنه بحجم جورج مارشال, أو روبرت أو بنهايمر, أو تشارلي شابلن, لكننا نستذكر, في هذا الكرنفال اللبناني,

تلك اللحظة المكارثية الشهيرة, حيث كل من يقول بالاختلاف هو عميل شيوعي يسعى, إيديولوجياً, لتقويض الامبراطورية الأمريكية المقدسة, العقاب يفترض ألا يقل عن... الكرسي الكهربائي.‏

الكرسي الكهربائي الذي يرغم لبنانيون كثيرون الآن (وصاعداً) على الجلوس فوقه, لبنانيون خارج إطار الطبقة السياسية الرثة, والوالغة دوماً في الطوائفية وفي القبائلية, ناهيك عن الغرائزية, دون الدفاع عن أحد لأن الجميع يدرك وبشفافية تامة هوية الأشخاص الذي عملوا على تدمير العلاقات بين لبنان وسورية بعدما كان يقتضي أن تكون نموذجاً لعلاقات المستقبل, بل ولعلاقات الحياة بين بلدين عربيين فيما أعراض التفكك والشيخوخة بما (فيها الشيخوخة الاستراتيجية) تجتاح هذه القارة العربية.‏

كل من لا يشتم سورية, ويصرخ ضدها في الساحات العامة وعبر شاشات هو عميل لها كل من لا يدخل ذلك الملكوت الذي لا وجه له ولا برنامج ولا رؤية سوى النيل من دمشق وعلى المستويات كافة (بما في ذلك مطاردة العمال السوريين في الأزقة) فهو متواطئ ويعمل ضد السيادة والحرية والاستقلال.‏

نفهم التغيير في الأشخاص وفي المناصب وفي الكراسي وهذا حلم من يتوخى التغيير (الفساد يحل سعيداً محل الفساد والاختزال يحل سعيداً محل الاختزال) ولكن هل نفهم التغيير هكذا تغيراً في البنية التاريخية والجيوبوليتيكيةوالثقافة في اتجاه اللامعنى واللاهوية واللاانتماء إلا لأركان الكونسورتيوم إياه الذي ولد من رحم القرن التاسع عشر ولا يزال...‏

طوفان من المال ويتغير كل شيء. ولكن قولوا لنا من فضلكم في أي اتجاه وإلى أين? في اتجاه ديك تشيني أم في اتجاه ارييل شارون الذي ينتظرنا على المفترق? وبين أسنانه مشروع التوطين وبين أسنانه الشراكة في الماء وفي المرتفعات التي سبق لرفاييل ايتان ووصفها بالمنصات الفضائية (آخذاً التعبير من... برنامج حرب النجوم) التي تغطي رادارياً ما بين قناة السويس ومضيق الدرونيل على الأقل.‏

إذاً, لمصلحة من ذلك التخريب المنهجي للعلاقات? نفهم اننا نختلف, ولطالما قلنا أن هذا من طبيعة الأشياء ونفهم اننا نخطئ ما دمنا (وإلى إشعار آخر) بشراً لكننا لا نفهم أبداً لماذا هذا التنظيم المروع للكراهية. المسألة لم تعد تقتصر على الهجوم على سياسات أو مواقف معينة. لقد تم اختراق كل الخطوط الحمراء. سقط كل مقدس وكل ضروري وكل رؤيوي في العلاقة مع سورية, لندخل بتلك الخطوات البهلوانية في لعبة الأمم.‏

الذي يحدث لم يعد منطقياً: مطاردة الذين يرتبطون بسورية لانها ظهيرنا الاستراتيجي ولأن الشراكة القومية تضاهي بل وتتداخل مع شراكة البقاء هؤلاء يتعرضون للملاحقة لا ندري ما إذا كان مكتب التحقيق الفديرالي( أف. بي. أي) سيزودنا بأجهزة لفحص حالة معينة في الحمض النووي: من ذاك الذي يمشي في عروقه الدم الذي يفضي إلى دمشق, وإلى القدس, وإلى الفسطاط, وإلى القيروان, بطبيعة الحال إلى غرناطة...‏

نستطرد إذا جرى ذلك الفحص فعلاً كم لبناني سيتبين أنه من أصول سورية بمن فيهم آلاف مؤلفة يصرخون ضد سورية? لا تستبعدوا أبداً أن يقال غداً وسيقال حتماً أن السوريين هم الذين يحبسون عنا المطر, ومن لا يقول ذلك ويصدح في الطرقات وعلى الشاشات فلا بد أن يكون عميلاً سورياً وليذهب إلى الكرسي الكهربائي.‏

مكارثية? أجل وعلى طريقة ملوك الطوائف الذين ينقلون الجمهورية صعوداً من فديرالية المزارع إلى فديرالية الصوامع, وهلمجرا...‏

أما إذا سألتم أين هي الجمهورية, فالجواب, فقط, عند الذين يربطونها بقرني الثور. العوض بسلامتكم.‏

تعليقات الزوار

ابو موسى |  abomosa@hotmail.de | 27/12/2005 02:54

خسيئ الابن الضال وزمرته من فتفت في الشمال الى سنيوره في بيروت ان نتزحزح عن حبنا لسوريه الاسد ولشعبها الذي قدم الالاف من الشهداء حفاظا على لبناننا وعلى مقاومته وشعبه لا مالهم ولا دولاراتهم تستطيع ان تجعل منا عملاء لامريكا واسرائيل وسنبقى نصرخ لبنان عربي لبنان ارض المقاومه لبنان ارض الاسد الخالد وما نحن وسوريه الا شعبن واحد في دولتان عاشت بيروت مقبره اليهود ابو موسى الضاحيه الجنوبيه بيروت لبنان

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 نبيه البرجي
نبيه البرجي

القراءات: 894
القراءات: 933
القراءات: 1024
القراءات: 1112
القراءات: 1152
القراءات: 1049
القراءات: 946
القراءات: 1153
القراءات: 1004
القراءات: 983
القراءات: 1105
القراءات: 1222
القراءات: 1199
القراءات: 1302
القراءات: 1084
القراءات: 1252
القراءات: 1166
القراءات: 1115
القراءات: 1044
القراءات: 1161
القراءات: 1112
القراءات: 1152
القراءات: 1185
القراءات: 1195
القراءات: 1274

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية