| الفن ..رسالة .. تجارة رؤية حتى غدا رسالة فنية سامية, كما الأدب والفكر?.. أسئلة كثيرة تصل إلى مسامعنا في هذا الاتجاه. استطاع الفن في ذاك الزمان أن يرتقي إلى قمم عالية سواء في السينما أم المسرح أم الغناء, لأن الفنانين آنذاك جاؤوا إلى الفن من باب العشق له واعتبروه رسالة إنسانية سامية, لذلك عانوا كثيراً من أجل فنهم. فجاعوا, وتشردوا, وعانوا من نبذ مجتمعهم وحتى أهلهم لهم, لكنهم لم ينكسروا لقناعتهم أن عملهم في الفن قضية سامية ومسألة وطنية, لذلك أعطوا فناً راقياً ما زال حياً يتابعه الناس رغم مرور عشرات السنين عليه, وبعضه زاد عن مئة عام. هكذا كان الفن في الأيام الخوالي, فما بال حال الفن هذه الأيام, فن هذه الأيام تحول إلى سلعة استهلاكية, خاصة في مجال الغناء, فغاية فناني هذه الأيام في مجال الغناء تحديداً جمع أكبر ثروة مالية في أقصر وقت ممكن. فهم في ذلك لا يختلفون عن أي تاجر, سوى في أنهم خربوا أذواق الناس وأحاسيسهم, أما معاناة الفنانين أيام زمان والتي صنعت منهم نجوماً كباراً, فلم تعد موجودة هذه الأيام, ويكفي ألا يمتلك الملحن أي موهبة, وألا يمتلك المطرب أي صوت, ليصبح كل منهما نجماً, هذا هو الفارق بين فن الأمس وفن اليوم.
|
|