لأن هذه العائلة التي لا تتوقف عن صرف وهدر وتبذير موارد الشعب السعودي على مُشغّليها وأهوائها تفتقد الانتماء إلى أي شيء يمت بصلة إلى القضايا العربية ومن ضمنها مصالح الشعب السعودي.
لقد اختارت قناة الميادين طوال السنوات الماضية أن تقف مع القضايا العربية، ورفضت أن يسطو عليها مالكو «البترو دولار» القذر لتجنب العواقب التي وقعت بها القنوات الأخرى، وحاولت قدر المستطاع أن تنتهج سياسةً إعلاميةً متوازنةً تبتعد عن الزعيق والتطبيل والفبركة والكذب، واستطاعت في سنوات قليلة أن تأسر عدداً كبيراً من قلوب وعقول المشاهدين العرب، الأمر الذي وجد فيه آل سعود خطراً عليهم وعلى القنوات التي تنطق باسمهم.
إذاً إن إنزال قناة الميادين عن قمر «عرب سات» له أسباب متعددة منها اهتمامها بالقضايا العربية ومنافستها لقنوات العهر وخاصة «الجزيرة» و«العربية»، وربما تطول قائمة الأسباب ولا تنتهي عند رفض إدارة القناة تحويلها إلى منبر يُطبّل للعدوان السعودي على الشعب اليمني الشقيق، ودعم مشايخ تفريخ الإرهاب للتنظيمات الإرهابية في المنطقة والعالم.
مع الأسف وجد قطّاع الطرق وقاطعو الرقاب وداعمو الإرهاب في زمن «الربيع العربي» فرصتهم بدعم أميركي للتعبير عن تخلفهم وجهلهم، واعتقادهم بأنهم قادرون على فعل كل شيء، ولكن الحقيقة أن هؤلاء أصبحوا منبوذين ومعزولين ويتصرفون على نحو أهوج لا علاقة له إطلاقاً بالزمن الذي نعيش فيه، وعلى الأغلب أنهم لم يتعلموا من درس إنزال القنوات السورية عن القمرين العربيين «نايل سات» و«عرب سات»، حيث استطاعت هذه القنوات أن تجد الوسائل التي تحافظ على وجودها رغماً عن أنف آل سعود ومن يقف معهم أو يدعمهم، وكذلك قناة الميادين لن تعدم الوسيلة للحفاظ على مشاهديها ومتابعيها بل سينعكس إجراء آل سعود عليها إيجاباً، وستحظى بالمزيد من المشاهدين في السعودية عقر آل سعود وخارجها.
كما نعلم ونعرف أن أسرة آل سعود لا تملك صيغة اتخاذ القرارات ولا أطر التفكير، وهي غالباً تنفذ ما يُطلب منها سواءً من إسرائيل أم من الدول الغربية بالقيادة الأميركية، وهنا يمكن القول.. إن أسرة آل سعود نفّذت طلباً إسرائيلياً بإنزال قناة الميادين التي تُغطّي بفعالية انتفاضة الشعب الفلسطيني على المحتل الصهيوني عن قمر «عرب سات» كرد للجميل لمشاركة طيران العدو الإسرائيلي في العدوان السعودي على اليمن، ولا يمكن أن يكون هذا القرار السعودي ناجماً عن تأثير القناة على مصالح الشعب السعودي، لأن ذلك آخر هَمّ أسرة آل سعود الـمُغتصبة للحكم في السعودية.
كما يشكل الدور الإعلامي للقناة في كشف داعمي الإرهاب وتسليط الضوء على دور الجيش العربي السوري وإنجازاته الكبيرة في مكافحة التنظيمات الإرهابية دافعاً آخر لأسرة آل سعود لإنزال القناة.
لا شك أن كلّ ما تفعله هذه الأسرة الطاغية لن يمنع الجيش السوري من الاستمرار بدوره الوطني والقومي، ولن يحول دون متابعة القنوات الفضائية السورية وقناة الميادين من تأدية رسالتها الإعلامية ولكن لا بد من إيجاد وسائل تقنية تنزع من أسرة آل سعود سلطة سيطرتها على قمر «عرب سات»، وأصبح العمل واجباً مُلحّاً أمام القوى المصطفة في دعم القضايا العربية ليكون لها قمر ينزع صفة الاحتكارية لدى أسرة آل سعود.
الأمر الذي يجب أن تفرح له إدارة الميادين والعاملين فيها هو الاعتراف السعودي ومُشغّليهم بأهمية القناة وفعّالية رسالتها الإعلامية واتساع مشاهديها.. ولو لم يكن الأمر كذلك لما التفت إليها الذين طلبوا من أسرة آل سعود إنزالها عن عرب سات.