فجأة يتحول هذا الآخر الى محاور غاضب.. وإن طال النقاش والاختلاف قد يتحول الى عدو من نوع عصري.. باطنه مخبأ حتى يحين أوان الحساب..
حين نضطر للتعاطي معه في موقف ما، نفاجأ، بكل الخبث المخبأ، المعجون بنفور غريب من الاخر، تراكمه ليس آنيا.. كل ما حولك يظهره لك وانت في أشد لحظات ذهولك.. أين كان يختبئ هذا كله.. حتى يظهر بكل هذه القوة دفعة واحدة.. !
تراث طويل يحيل الانسجام الثقافي الى مجرد فكرة قابلة للسقوط جراء اي موقف مصلحي، تختفي لاجله، وتظهر بانعدامه.. !
اوروبا التي نلهث للجوء اليها، تجمع جنسيات من كل بقاع الارض، ولكنهم يتعايشون، بينما نحن لانتمكن من التعايش حتى مع انفسنا أحيانا.. ولكن لا أحد أفضل منا بإلقاء الخطب الرنانة وكلمات الفخر والاعتزاز بماض ورثنا كل عيوبه، ونتفنن في الاحتفاظ بها.. ونستكين لجمود يعطينا راحة زائفة.
طيلة الوقت نحيل الامر لاستعمار فرضه علينا فيما مضى، وكأننا مجرد قاصرين لانتمكن من محي رواسب كل هذا الاختلاف..
نحن ألا نهوى التمسك بالاختلافات وكأنها تعطينا سر هويتنا الجديدة.. ؟!
هم تجاوزوا اختلافاتهم مع انهم يتوافدون من كل انحاء الارض، ينشئون جيلا دليله في الحياة العلم والمنطق.. يجمعهم الانتماء لبقعة يصرون على نمائها.. !
جمعنا كل شيء.. ولكننا بجهل غريب نصر على تدمير أرضنا.. متمسكين بثقافة منعزلة تغذت من نفسها وتهلك معتنقيها..!
soadzz@yahoo.com