ولاشك أن بورصة القطع الأجنبي خلال الحرب التي تشن على سورية جعلت المتنافسين واللاهثين وراء جشعهم يتحكمون بالأسعار ويمارسون الاحتكار للمواد التموينية الأساسية في حياة المواطن، أمام غياب الجهات الرقابية لضبط إيقاع حركة الأسواق رغم الشعارات الطنانة والخطوط الحمر، لكن الأزمة بقيت كما هو حال الدولار شماعة للتلاعب بلقمة عيش المواطن.
وإذا كان البعض يعتبرون أن واقع الأزمة الحالية وسعر صرف الدولار هو واقع طبيعي خلال حرب تجاوزت العامين واستخدمت فيها كافة أنواع الأسلحة بما فيها العقوبات الاقتصادية والحصار الجائر مقارنة بدول عانت ما عانينا منه إلا أن الواقع يتحدث عن متلاعبين ومتآمرين على الليرة السورية في الداخل ممن يتلاعبون بصرفها فمع كل تصريح لمسؤول اقتصادي جاء فيه ليطمئن المواطنين بأن الليرة بخير يحلق سعر صرفها في اليوم التالي في محاولة لاستنزاف الاحتياطي من الدولار المؤتمن عليه لدى المصرف المركزي وضرب الليرة السورية.
وكلنا يذكر منذ بداية الأزمة الحملات التي كانت تقام لدعم الليرة في المحافظات، واليوم نحن بأمس الحاجة لحملات تدعو لصحوة الضمير ومحاسبة المتلاعبين بقوت الشعب من تجار أزمات وتفعيل الرقابة على الأسواق ووضع قوائم سوداء.
فاليوم وبعد أن انقشعت غيوم الأزمة وبدأت بشائر الخلاص، فالوطن بحاجة لأبنائه الشرفاء الذين تحملوا المعاناة وقسوة الأزمة بكل أبعادها وهم من يعول عليهم إعادة بناء بلدهم وستبقى الليرة السورية شوكة في حلوق ضعاف النفوس.
wmhetawi@hotmail.com