لتؤكد من جديد السياسات الأميركية المتخبطة في المنطقة والمنحازة للكيان الاسرائيلي والتي تثير الفوضى الخلاقة والحروب والأزمات أولاً ثم تعود لتتراجع عن هذا النهج العدواني وتعترف بحقيقة الأوضاع في المنطقة وضرورة ايجاد الحلول السياسية لمشاكلها.
واعتراف هيغل لا يعني في طبيعة الأحوال أن الإدارة الأميركية اكتشفت الخطأ والصواب بل هي تعرفه تماماً ولكن فشل مشاريعها الاستراتيجية والعسكرية في المنطقة هو الذي يدفع مسؤوليها لإطلاق التصريحات المتناقضة والإقرار أخيراً حتى بالذنب الأميركي تجاه ما يجري من أحداث مأساوية في طول المنطقة وعرضها.
كما يجب ألا ننسى أن خشية الولايات المتحدة على أمن ربيبتها اسرائيل وإمكانية تصاعد العنف في محيط فلسطين المحتلة وانتقاله إليها وخصوصاً ما يجري في سورية هو السبب الآخر الذي يدفع هيغل وغيره من المسؤولين الأميركيين إلى اتخاذ خطوات معاكسة لما اتخذوه بالسابق وربما وصل الأمر بهم إلى القول بـ «وراء در» لكل السياسات الأميركية السابقة وحتى يبقي هيغل وغيره من هؤلاء المسؤولين الباب مفتوحاً لسياسات التدخل العسكرية إن سمحت الظروف مستقبلاً في هذا البلد أو ذاك فإنه يتابع قائلاً إن دور الولايات المتحدة هو المساعد في التأثير على مجرى التطورات بالوسائل الدبلوماسية والعسكرية وبالتنسيق مع حلفائنا.
إذاً هي سياسات الإقرار والاعتراف بالفشل والخطأ وايهام الآخرين بالعودة إلى جادة الصواب ومن ناحية أخرى ترك الباب مفتوحاً أمام خطط الغزو والعدوان عندما تحين الفرص فهل يعتقد أحد أن الاستراتيجية الأميركية تغيرت ؟!.