تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الندم المتأخر!

قضايا الثورة
الأربعاء 14/9/2005
أحمد حمادة

عبر وزير الخارجية الأميركي السابق كولن باول مؤخراً عن ندمه على مضمون الخطاب الذي ألقاه داخل أروقة مجلس الأمن الدولي لتسويق غزو بلاده للعراق مؤكداً أن الذرائع التي ساقها آنذاك عن أسلحة الدمار الشامل لم تكن دقيقة على الاطلاق.

المفارقة الأولى في الصحوة التي نزلت على ضمير باول أنه أكتفى باتهام بعض رجال الاستخبارات الأميركيين من ذوي الرتب الصغيرة بتقديم تلك المعلومات المضللة, ولم تصل به الجرأة إلى الاعتراف بأن إدارته بالكامل تتحمل مسؤولية هذا الخداع لتبرير احتلالها للعراق وتدمير مؤسساته وقتل شعبه وتفتيت أرضه إلى كيانات هزيلة على أسس طائفية وعرقية وأثنية.‏

أما المفارقة الثانية في صحوة الضمير الباولي فتتلخص بقيام المسؤولين الأميركيين على الدوام بتبرير سياسات بلادهم تجاه القضايا الحساسة في العالم (حتى ولو كانت خاطئة) وعندما يستقيلون أو يحالون للتقاعد نراهم يعترفون بالأخطاء وتسريب بعض الحقائق معبرين عن ندمهم الشديد لما حصل, في وقت تكون استراتيجياتهم قد نفذت على أكمل وجه وكأن الأمر لا يعدو كونه صرفاً للأنظار عن مسائل معينة أو لمجرد الترويج لأفكار الديمقراطية الأميركية والشفافية التي يتغنون بها ويزعمون أنهم يسيرون على هديها.‏

ألا نتذكر على سبيل المثال كيف اعترف جورج تينت مدير ال(سي آي ايه) السابق صراحة أن وكالته ارتكبت أخطاء في معلوماتها عن سعي العراق لامتلاك أسلحة الدمار الشامل ولكن جاء هذا الاعتراف بعد أن ضربت أميركا ضربتها واحتلت العراق?!‏

ألم تحاول أيضاً كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية إلقاء مسؤولية ما جرى من تضليل على التقرير البريطاني الذي اعتبر أن العراق سيشكل خطراً كبيراً على الأمن العالمي في غضون فترة وجيزة وأنه بات يملك أسلحة محرمة دولياً تستدعي القيام بحرب عاجلة ضده ولكن أيضاً بعد أن أتممت إدارتها العمليات العسكرية على الأراضي العراقية ومر عليها فترة من الزمن?!‏

ألم تحاول الإدارة الأميركية برمتها إخلاء ساحتها أمام الرأي العام العالمي حين ألقت باللوم على أجهزة الاستخبارات البريطانية بتعمدها ضخ تلك المعلومات الكاذبة حول الملف النووي العراقي ولكن أيضاً بعد أن نفذت ما تريد على أرض الواقع.‏

إن الحقيقة الوحيدة التي يمكن البوح بها ومن دون أي تردد أن صحوات الضمير التي تنتاب هؤلاء المسؤولين المحالين للتقاعد ليست إلا لذر الرماد في العيون أو لتوجيه الأنظار إلى قضايا ما لطمس قضايا أخرى في هذا العالم وإلا لكان الأجدر بهؤلاء المسؤولين أن يكونوا شفافين أثناء الإعداد لتلك المسرحيات التي تدمر الشعوب وتقضي على حياتها ahmadh@ureach.com‏

">ومستقبلها!!‏

ahmadh@ureach.com‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي |  dalatione@hotmail.com | 14/09/2005 00:02

كلهم هكذا ..سياسيو الغرب وصناع قراره وباقي جوقتهم..يفعلون فعلتهم السيئة وهم في السلطة ثم يندمون ظاهرا وهم على الرف. أنا لاأعتقد أنه ندم حقيقي إنما هو إتمام للدور المناط بكل واحد منهم .

عمر |    | 18/06/2007 14:57

لقد احسست بالندم

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أحمد حمادة
أحمد حمادة

القراءات: 11509
القراءات: 854
القراءات: 906
القراءات: 835
القراءات: 939
القراءات: 858
القراءات: 852
القراءات: 870
القراءات: 979
القراءات: 880
القراءات: 855
القراءات: 844
القراءات: 880
القراءات: 889
القراءات: 963
القراءات: 918
القراءات: 1095
القراءات: 896
القراءات: 857
القراءات: 887
القراءات: 872
القراءات: 975
القراءات: 985
القراءات: 898
القراءات: 944
القراءات: 1003

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية