إن نقص المدرسين في بداية افتتاح المدارس يظهر تأثيره على الطلاب وبشكل سلبي بسبب الصعوبة في إنهاء المنهاج حسب الخطط الموضوعة وخصوصاً للمتقدمين للشهادات وبالتالي يؤثر على المعدلات فيما بعد التي لها دور في القبول بعد انتهاء مرحلة التعليم الأساسي أو إنهاء المرحلة الثانوية والتسجيل في الجامعات.
الارتقاء بالجانب التربوي والاهتمام بمستوى التعليم مسؤولية جماعية ومشتركة تكمن في توفير مستلزمات ذلك من قبل الجهات المعنية, إضافة الى دور الأسرة لدراسة أبنائها والتواصل مع المدرسة والأدوار تتكامل مع بعضها للوصول إلى الغاية المرجوة.
البحث الدائم عن الصيغ التربوية والتعليمية المثلى التي تتوافق مع مجتمعنا والمواكبة لما يجري من تطورات سريعة في جميع العلوم وطرائق التدريس الحديثة, يستدعي تطوير المناهج وتعديلها بشكل دائم وهذا ما هو ملاحظ من خلال التعديلات التي تطرأ على المنهاج بين الفترة والأخرى, وهي مسألة ليست بالسهولة التي يتصورها البعض, فهي بحاجة إلى جهود متواصلة من قبل الاختصاصيين والباحثين لإيجاد مناهج وطرائق تدريسية تكون قادرة على إيصال المعلومة للطالب بالشكل الأقرب إلى مداركه وقدراته الذهنية وهذا يتطلب تأمين الكادر التدريسي المتمكن والقادر لتكون العملية متكاملة إن كان على مستوى المدن أو الأرياف, ولابد من اعتماد الإحصائيات حول طبيعة الطلاب والتمايز بقدراتهم بين مدينة وأخرى والوقوف على الأسباب وراء تدني المستويات والمعدلات أو الضعف في بعض المواد وطرح أسئلة متعددة عن ذلك, هل البعد عن مركز المدينة يلعب دوراً في تدني مستوى الطالب بسبب عدم الحماس من جانب المعلمين للذهاب إليها? وما تأثير ذلك على معلومات الطالب في المرحلة اللاحقة, ومدى تأثير حصص الفراغ على تشكيل سلوكيات خاطئة عند الطلاب من خلال انشغالهم باللعب أو العراك فيما بينهم?
إن نقص المدرسين وخصوصاً في المناطق البعيدة والريفية في بداية العام الدراسي يسبب للطالب ضعفاً مؤكداً في المادة التي لا يتوفر لها مدرس وتجعله غير قادر على استيعاب أي تعديلات في المنهاج مستقبلاً, وما نتمناه أن تكون جميع الإجراءات التي اتخذت تصل إلى الهدف المنشود والمرسوم بتأمين جميع الأساسيات على صعيد العملية الدراسية.