وغيرها من المصطلحات التي كنا نظن أنها على علاقة بمستقبلنا هل يحق لنا أن نتساءل عن المستقبل الذي ينتظرنا في ظل العقليات التي تحكم آليات العمل في القطاعين العام والخاص?
ففي القطاع العام لاتزال عقلية السلطة المتحكمة بإدارة المؤسسات وفق مفهوم الحاشية وإلغاء وجهات النظر المخالفة وتدني نسب النمو.لا تزال هذه العقلية هي التي تدير مؤسساتنا في الوقت الذي تفتقد فيه هذه المؤسسات القدرة على المناورة في ظل المعطيات الجديدة التي يبدو أنها في ذيل اهتمامات القائمين عليها.. إلى أين ستصل بنا هذه الحال?!
لا أعتقد أن أحداً يملك إجابة عن مثل هذا السؤال حتى اليوم رغم كل ما نسمع, وأخشى أننا لا نعرف ماذا نريد?!
أما في القطاع الخاص فلا تزال العقلية التي تحكم آليات عمله تقوم على مفهوم استغلال الظروف القائمة لتحقيق ما يمكن تحقيقه, واستغلال وضع العمالة في سورية من حيث الأجور التي تعطى للعاملين في ظل ما نعرف جميعاً عن استهتار بحقوق العمل والعمال في هذا القطاع.. ولكنني أيضاً لا أقول إن ذلك ينطبق على الجميع, بل هو صفة شبه عامة.
في ظل هذا الواقع نعود إلى السؤال الأساسي وهو هل يستطيع أحد من المنظرين أن يقول لنا اليوم, وبعد كل المناوشات الفكرية في المجال الاقتصادي, إلى أين نمضي بالفعل, أم أننا بانتظار الظروف التي تقود مسيرتنا هذه باتجاه ما?!
أخشى أن يكون واقعنا الاقتصادي يمر بهذا النفق دون رؤى واضحة من اجل المستقبل.. وما نراه يجعلنا نقول ذلك...