| البصل والتفاح رؤية يبدو أن الكثيرين باتوا يطبقون وصفة الكوميديان المصري نجيب الريحاني, إذ يطعموننا البصل ويجعلوننا (نتدشى) تفاحاً.. تفرش الفضائيات الأوهام تحت أقدامنا, تدفعنا الى الاعتقاد بأننا جميعاً مثقفون إذ نردد الكليشهات نفسها, وظرفاء إذ نكرر النكات والقفشات ذاتها, وبأننا نملك أبناءً عباقرة كونهم يستطيعون التحدث باللغة (المكسيكية) . توهمنا بأننا, كما الآخرين, يحق لنا تحقيق كل أحلامنا..., أن نشتري كل أنواع الجبنة والشوكولا... أن نمتلك أجساداً صحيحة رشيقة وقوية, وزوجات بأنف أصالة وخصر هيفا, وخدود نانسي... فقط علينا التوجه الى أقرب طبيب تجميل وأول سوبر ماركت نصادفها..! ويأتي الموبايل ليجهز علينا, إذ يسبغ علينا مظهراً زائفاً, ويوهمنا بأننا جميعاً متساوون في الأهمية.. جميعنا يتصنع المفاجأة ويرسم علامات الضيق نفسها إثر كل رنة, ندعي, بالحركات ذاتها, الانشغال فيما نحن نعاني من البطالة, والانزعاج من كثرة المطاردين فيما نحن, في الحقيقة, نتوسل رنة.. أي رنة من أي أحد..تصلنا جميعاً الرسائل الغامضة نفسها من الجهات الغامضة نفسها تدعونا الى التصويت في مسابقات لا نعرفها والى التبرع في مشاريع لم نسمع بها, موهمة إيانا بأننا نملك, مثل غيرنا, أصواتاً مؤثرة ومساهمات فعالة لا غنى للوطن عنها... فقط عندما يحين موعد الفاتورة, ونكتشف أن ما يدفعه البعض (كفراطة) يمثل كل رواتبنا ورواتب زوجاتنا وإخوتنا... عندها فقط نعرف أننا أكلنا بصلاً, ومع ذلك ولأننا محكومون بالوهم نعود بعد ثلاثة أو أربعة أيام (لنتدشى) تفاحاً....
|
|