أنا بعيدة عن حدّي التعريفين وقريبة من الوجع الذي يشعر به المواطن السعودي، وهو يرى حكامه يضربون كفا بكف ويهرشون رؤوسهم ذهولا من صفعة «الكفيل» الأميركي وهو يرميهم بحجارة المصالح والخرائط الجديدة، هل من الحكمة ان ننساق وراء امواج الذاكرة لتوصلنا الى أبي عبد الله الصغير وهو يسلم مفاتيح غرناطة للأسبان، وبين آل سعود، لنسمي الأشياء بمسمياتها، الذين سلموا مفاتيح الجغرافية والسياسة للأمريكان، ليذود هؤلاء عن خيم حكمهم، ويقبضون على تثبيت العروش اثمانا من كرامة ونفط.
هو منطق التاريخ ودولابه ودولته، فملوك الطوائف، قسموا الأندلس الى اثنتي وعشرين دويلة، وراحوا يدفعون «الجزية» لالفونسو السادس ملك قشتالة، ويستعْدون به على اخوانهم، ومااشبه اليوم بالبارحة.
الحديث في تاريخ الدولة الأندلسية بحر زاخر من العبر والدروس، وعجبي ان ملوك طوائف الخليج لم يعملوا طيلة تاريخهم النفطي الطويل ليصيروا شمالا مغناطيسيا تتجه اليه الابر مضطرة، او ليغيروا جلود خيامهم لتصبح اكثر مقاومة لريح الاجنبي، مافعلته العائلة الحاكمة في السعودية طيلة هيمنتها على بلاد النفط انهاتعاطت السياسة بوصفها ايقاد نار ورعي للابل.
بعض الآخرين، وفي ثلاثة عقود تقريبا من المثابرة والعمل الدؤوب تحولوا من مفعول به منصوب عليه، الى سادة في قائمة اصحاب النفوذ العالمية. مايفرق بين الدموع التي تذرفها الرياض اليوم، وبين الدموع التي سفحها ابي عبد الله الصغير بالأمس، ان هذا الأخير كان له ام ترضعه حكمة وتجود عليه بالصواب، فيما ......