وقد كان تصحيحا ضروريا من الرئيس الأسد خلال مؤتمره الصحفي امس مع الرئيس أحمدي نجاد بشأن محاولات حرف الزيارة عن سياقها الطبيعي, وتصويرها من جانب بعض وسائل الاعلام كأنها جهد وساطة تقوم به سورية بتكليف من الغرب بشأن ملف ايران النووي, حيث أكد ان الملف النووي يأتي في سياق الزيارة, وليس العكس , وهو الشيء نفسه الذي كان يتم خلال الزيارات السابقة.
وأهمية هذا التصحيح تكمن بأن سورية واعية لدورها ومتمسكة بعلاقاتها الاستراتيجية مع ايران, وهي ليست بصدد الانخراط في حملات غير منصفة تقوم بها جهات دولية للنيل من حقوق ايران النووية, والتي تكفلها مبادئ القانون الدولي , حيث أوضح الرئيس الأسد أن هذه المبادئ هي التي تحكم دوما الموقف السوري ازاء كل القضايا .
ان العلاقات بين سورية وايران هي نموذج يحتذى للتعاون المثمر بين شعوب المنطقة, وبدل محاولات محاربتها واضعافها - والتي باءت بالفشل على أي حال- يمكن أن تلعب هذه العلاقات دورا كبيرا في تعزيز الامن والاستقرار والسلام في المنطقة, بالنظر لما للبلدين من وزن اقليمي, وكون سياستهما الخارجية هي الاكثر تحررا وتمسكا بالسيادة والاستقلال, ويكون تاليا من الحكمة لكل باحث عن السلام والاستقرار في المنطقة أن يمر عبر بوابة دمشق- طهران , والتي هي بوابة سلام وتعاون ويد ممدودة لخير كل شعوب المنطقة, بالقدر نفسه التي هي بوابة ممانعة ومجابهة لكل محاولات الهيمنة والتسلط الخارجية .