| التسخين الإسرائيلي والتحرك العالمي.. الافتتاحية بما يضمن أمن دولها وشعوبها والمصالح الدولية. أشاح - هذا العالم - بوجهه عن إسرائيل, وتحرك مهدداً متوعداً ضاغطاً على إيران دون حسابات كبيرة للاتفاقيات الدولية ونظام عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية. هكذا يبدو الملف النووي الإيراني, ملفاً معقداً, يعني هم عقدوه, وهم يبحثون عن حلول ل»عقدهم«. لن أضيف جديداً إلى حقيقة الرؤية بمنظارين.. فهذه حقيقة كانت تمارس أميركياً..ومن ثم وفي إطار الطغيان الأميركي والهيمنة على القرار والموقف الدوليين, أصبحت دول كثيرة في العالم تنظر بالطريقة ذاتها..فأضاعوا فرصة حقيقية كان يمكن أن تطرح مسألة السلاح النووي في المنطقة بشكل صريح وواضح على بساط البحث والعمل, عوضاً عن الإسراف في التضخيم من عقدة الملف النووي الإيراني. هل العالم يبحث عن استقرار منطقة الشرق الأوسط وإبعادها عن مخاطر الحروب, سواء التقليدية أم التي تستخدم فيها أسلحة الدمار الشامل? هل العالم جدّي في ذلك ..? أعني العالم القوي المهيمن, الولايات المتحدة وأوروبا وغيرها..هل هو جدّي في ذلك..? ملف المنطقة بكامله, هو ملف السلام, ومهما بلغت الصعوبات في التعامل مع هذا الملف للوصول إلى السلام الشامل العادل, هي لاتتجاوز صعوبات كل جانب من جوانبه منفرداً. يعني..إن صدقت النوايا, وصحت العزائم, واتخذ السلام قاعدة للحركة والعمل والتفاهم, فإن الحاجة للأسلحة ستتضاءل, ولاسيما منها الأسلحة مرتفعة التكلفة, كالسلاح النووي..وطبعاً سيبقى النشاط النووي.. لكن على نطاق سلمي. الاعتماد على الدور السوري لحل مشكلات المنطقة يقتضي بالضرورة اعتماد الأدوات التي تفضلها سورية, وفي مقدمتها الحوار لحل كل المشكلات..ويقتضي إنشاء قاعدة الحوار التي هي الاعتراف بحق الآخر في أرضه وقراره وسيادته, وبحثه بما لا يوجه تهديداً لأحد في المنطقة. ويقتضي الإيمان بالسلام كحل نهائي للاحتلال والحروب, لا كجائزة ترضية بهذا الحجم أو ذاك مكافأة على هذا الجهد أو ذاك..هذا فكر لايمكن أن يوصل إلى السلام . الخيار السوري لممارسة دور إيجابي في حل مشكلات المنطقة, وتأمين الاستقرار والسلام لها..كان واضحاً وازداد وضوحاً. نحن لسنا وسطاء بين الغرب وإيران..نحن نساعد في شرح وجهات النظر, وإظهار النوايا السليمة المعتمدة لدى أصحابها. سورية قادرة على المساعدة في إيضاح الرؤية السلمية لإيران المرتبطة ببرنامجها النووي. لكن.. أيضاً على الغرب أن يتفهم وجهة النظر الإيرانية بعيداً - ولو لمسافة - عن التسخين العدائي الإسرائيلي الدائم. الدور السوري قائم وفعال وسيستمر.. الحوار أداته, والسلام الشامل العادل غايته. وزيارة السيد الرئيس بشار الأسد لإيران جاءت في إطار ممارسة هذا الدور, لتطوير علاقات التفاهم والتعاون مع الدولة الصديقة إيران.
|
|