تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


التسخين الإسرائيلي والتحرك العالمي..

الافتتاحية
الأثنين 4/8/2008
بقلم رئيس التحرير: أسعد عبود

لايمكن أن يحمَّل الملف النووي الإيراني كل هذه التبعات لولا إسرائيل, وفي الوقت الذي أتت فيه الفرصة سانحة للعالم ليطرح على إسرائيل ضرورة إخلاء المنطقة من السلاح النووي,

بما يضمن أمن دولها وشعوبها والمصالح الدولية. أشاح - هذا العالم - بوجهه عن إسرائيل, وتحرك مهدداً متوعداً ضاغطاً على إيران دون حسابات كبيرة للاتفاقيات الدولية ونظام عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.‏

هكذا يبدو الملف النووي الإيراني, ملفاً معقداً, يعني هم عقدوه, وهم يبحثون عن حلول ل»عقدهم«.‏

لن أضيف جديداً إلى حقيقة الرؤية بمنظارين.. فهذه حقيقة كانت تمارس أميركياً..ومن ثم وفي إطار الطغيان الأميركي والهيمنة على القرار والموقف الدوليين, أصبحت دول كثيرة في العالم تنظر بالطريقة ذاتها..فأضاعوا فرصة حقيقية كان يمكن أن تطرح مسألة السلاح النووي في المنطقة بشكل صريح وواضح على بساط البحث والعمل, عوضاً عن الإسراف في التضخيم من عقدة الملف النووي الإيراني.‏

هل العالم يبحث عن استقرار منطقة الشرق الأوسط وإبعادها عن مخاطر الحروب, سواء التقليدية أم التي تستخدم فيها أسلحة الدمار الشامل?‏

هل العالم جدّي في ذلك ..?‏

أعني العالم القوي المهيمن, الولايات المتحدة وأوروبا وغيرها..هل هو جدّي في ذلك..?‏

ملف المنطقة بكامله, هو ملف السلام, ومهما بلغت الصعوبات في التعامل مع هذا الملف للوصول إلى السلام الشامل العادل, هي لاتتجاوز صعوبات كل جانب من جوانبه منفرداً.‏

يعني..إن صدقت النوايا, وصحت العزائم, واتخذ السلام قاعدة للحركة والعمل والتفاهم, فإن الحاجة للأسلحة ستتضاءل, ولاسيما منها الأسلحة مرتفعة التكلفة, كالسلاح النووي..وطبعاً سيبقى النشاط النووي.. لكن على نطاق سلمي.‏

الاعتماد على الدور السوري لحل مشكلات المنطقة يقتضي بالضرورة اعتماد الأدوات التي تفضلها سورية, وفي مقدمتها الحوار لحل كل المشكلات..ويقتضي إنشاء قاعدة الحوار التي هي الاعتراف بحق الآخر في أرضه وقراره وسيادته, وبحثه بما لا يوجه تهديداً لأحد في المنطقة.‏

ويقتضي الإيمان بالسلام كحل نهائي للاحتلال والحروب, لا كجائزة ترضية بهذا الحجم أو ذاك مكافأة على هذا الجهد أو ذاك..هذا فكر لايمكن أن يوصل إلى السلام .‏

الخيار السوري لممارسة دور إيجابي في حل مشكلات المنطقة, وتأمين الاستقرار والسلام لها..كان واضحاً وازداد وضوحاً.‏

نحن لسنا وسطاء بين الغرب وإيران..نحن نساعد في شرح وجهات النظر, وإظهار النوايا السليمة المعتمدة لدى أصحابها.‏

سورية قادرة على المساعدة في إيضاح الرؤية السلمية لإيران المرتبطة ببرنامجها النووي.‏

لكن..‏

أيضاً على الغرب أن يتفهم وجهة النظر الإيرانية بعيداً - ولو لمسافة - عن التسخين العدائي الإسرائيلي الدائم.‏

الدور السوري قائم وفعال وسيستمر.. الحوار أداته, والسلام الشامل العادل غايته. وزيارة السيد الرئيس بشار الأسد لإيران جاءت في إطار ممارسة هذا الدور, لتطوير علاقات التفاهم والتعاون مع الدولة الصديقة إيران.‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 04/08/2008 01:37

تكون إيران محقة لو استمرت على خطيها الصحيحين معا: أولا المضي قدما إلى مرحلة تخصيب اليورانيوم وإنتاج الطاقة السلمية ومن ثم السلاح النووي, وثانيا إستمرار المكر مع دوائر الغرب لاستهلاك الوقت, أما بأمر الدور السوري فقد شعرت بالراحة لمهارة الوفد السوري ودقة تصريحاته.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 788
القراءات: 817
القراءات: 807
القراءات: 900
القراءات: 747
القراءات: 867
القراءات: 812
القراءات: 857
القراءات: 788
القراءات: 833
القراءات: 736
القراءات: 826
القراءات: 825
القراءات: 788
القراءات: 828
القراءات: 960
القراءات: 696
القراءات: 1005
القراءات: 1164
القراءات: 899
القراءات: 857
القراءات: 1183
القراءات: 1070
القراءات: 852
القراءات: 1011

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية