تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


العقب الحديدية

رؤية
الأربعاء 6/2/2008
سوزان إبراهيم

هذا استلهام فقط لعنوان رواية (جاك لندن), فالعقب الحديدية هنا هي دبابات ومروحيات وأقدام همجية تدك (بابل) عاصمة البابليين قبل الميلاد والتي تختزن تاريخ أكثر من سبعة آلاف عام من الحضارة.

بابل التي بنى فيها حمورابي أول مدارس في التاريخ وسنّ في (مسلّته) القوانين غير السماوية الأرقى عبر زمن البشرية! بابل التي بنى فيها نبوخذ نصر الحدائق المعلقة إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة والتي أذهلت هيرودوتس!‏

هوالعلم والعدل والتاريخ إذاً أمام آلة الحرب التي اتخذت من آثار بابل مواقع لعسكرها بالقرب من معبد ننماخ وشارع الموكب وباب عشتار ثم رفعت السواتر الترابية التي تضم قطعاً أثرية لا تقدر بثمن, لهذا كله قالت اليونيسكو إن ما حدث لآثار بابل كان كارثة حقيقية.. فماذا فعلت?! لقد قررت وبدم بارد إخراج بابل من قائمة التراث العالمي! هكذا دافعت المنظمة عن تراث بابل-باب الإله كما يعني اسمها!‏

رغم أنها وقبل مدة ليست ببعيدة دعت الى إنقاذ تراث العراق ومحاربة مهربي آثاره فهل كان شطب المدينة من تلك القائمة بمثابة قرع لناقوس الخطر أم تهربٍ من المسؤولية?!‏

بابل التي ذكرت في جميع الكتب السماوية, عاصمة العالم القديم التي لولا ما تركت من شواهد ماثلة لحسبناها واحدة من أساطير الشرق الساحرة-زُفت منذ عام 2003 الى زعيم القراصنة الذي دفعت به البحار الى كنوزها ثم وقف العالم يتفرج على مشاهد عرس الدم والقتل والتخريب ومحو الذاكرة وطمس التاريخ:‏

بابل اليوم عاصمة للثقافة العراقية هكذا أعلنتها وزارة الثقافة هناك لإبراز الهوية الثقافية الوطنية المتنوعة للعراق وتحريك عجلة الابداع فهل هي محاولة لرد الاعتبار ريثما تتوج بغداد عاصمة للثقافة عام 2013?‏

هو عتب نبثه لمنظمة اليونيسكو التي كنا ومازلنا نتوقع منها موقفاً أكثر عدلاً تستحقه مدينة العلم والعدل والتاريخ!‏

تعليقات الزوار

فداء  |  pink2065@hotmail.com | 11/04/2010 18:14

تحياتي ... انني و في الواقع اميل الى الفكر الاشتراكي بعد مطالعتي للعقب الحديدية و ما تحتويه هذه القصة على شرح و وصف مفصل عن العمال و حياتهم ... و الحقيقة انني في فلسطين او ما يعتبر العالم الثالث لم اكن على يقين واضح المعالم بمعنى الفائض او المنافسة . و لكن ان نظرية الفائض سلسة و بسيطة حيث ان الولايات المتحدة او العالم الصناعي سوف يغرق بالفائض و من هنا يتتحرر العمال اذ يحدث عملية صراع بين راس المال و العمل لوجود الفائض و ياخذ زمام الامور العمال. لكن الى ان ياتي هذا العصر... عصر السلام فان الحياة او الارض سوف تغرق بالدماء.. دماء الابرياء عن طريق اختلاس الثروات من الشعوب او شن حروب على الامم بدعوة حفظ السلام ... و انني اعتقد ان كل المشاكل تنبع من عملية السرقة التي يقوم بها الراسمالييون ناهيك عن البؤجوازييون ... و بهذا يتفشخ العالم كما هو متفسخ و تنحدر الاخلاق و كل الانحدار انما هو عجلة الراسمالية لمباشرة و اكمال دعارتها و طغيانها و سلبها في ارجا ء المعمورة .. ليست وحدهل بابل و ليست وحدها فلسطين و لا افغانستان و لا العراق .. الحقيقة ان كل مورد ينبض بالحياة و بمقدوره ان يستهلك هو محط نهش و شهوة لعيون الراسماليين حتى تتضاعف الارباح و تس5قط من سقاف بيوتهم دماء العمال .... و الفقراء ....

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 سوزان ابراهيم
سوزان ابراهيم

القراءات: 1456
القراءات: 1395
القراءات: 1625
القراءات: 1535
القراءات: 1613
القراءات: 2008
القراءات: 1423
القراءات: 1544
القراءات: 1524
القراءات: 1592
القراءات: 1518
القراءات: 1636
القراءات: 1590
القراءات: 1532
القراءات: 1599
القراءات: 1636
القراءات: 1609
القراءات: 1644
القراءات: 1646
القراءات: 1595
القراءات: 1617
القراءات: 1657
القراءات: 1676
القراءات: 1685
القراءات: 1639

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية