إذ في الوقت الذي تنهض فيه سورية قامة سياسية عملاقة, ودوراً محورياً فاعلاً في المنطقتين العربية والإقليمية, ويحجّ إليها المبعوثون والمندوبون من كل حدب وصوب, وفي الوقت الذي يستقطب فيه وفدها إلى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة برئاسة الوزير وليد المعلم الحيوية والدينامية, يستقطب من المجتمعين العربي والدولي معظم الاهتمام, ويعيد تقديم سورية إلى العالم في صورتها الحقيقية التي حاولت مشاريع التخريب الأميركية-الإسرائيلية تشويهها خلال السنوات الماضية, في هذا الوقت.. يأتي الاعتداء الإرهابي محاولة خسيسة وفاشلة لتبديد المشهد السياسي السوري المتألق.
بطبيعة الحال, إن ما آل إليه المشهد السياسي الدولي عامة والمشهد الإقليمي خاصة من تراجع المخططات الاميركية الإسرائيلية في المنطقة, ومن علائم الفشل والإخفاق التي انتهت إليها هذه المخططات, وبالتالي, فشل وإخفاق السياسات الأميركية لإدارة الرئيس بوش في مقابل ما أكدته الأحداث والمتغيرات من صدقية الموقف والسياسة السورية, ومن تألق مستعاد ومتجدد للموقف والسياسة إياهما, كل ذلك يؤكد أن ثمة محاولة ولو مستميتة لإعادة الامور الى دائرة التوتر والتصعيد من جهة, والى محاولة الاحتفاظ بآليات وأدوات تزييف وتشويه الحقائق التي جرى استخدامها في السنوات الماضية ولاتزال.
غير أن منطق الأشياء واتجاهاته يقول إن عقارب الساعة لايمكن لها العودة والتراجع بعدما ظهرت الحقائق جلية واضحة, وانكشفت آلة التضليل وأدوات التخريب, وبات الإفلاس السياسي الكامل للمشروع الأميركي الإسرائيلي على وشك الإعلان عن نفسه علانية في غير مكان وزمان وموقف.