فكانت الديمقراطية كما أرادها بوش, مشرذمة وتقطيعاً لأوصال العراق, وجاءت استجابة لمرامي حكام اسرائيل الذين يريدون دويلات صغيرة تحيط بهم, تعيش تناقضات وحالة حرب, يمكن إدارتها والتحكم بها عن بعد.
إذن لم يكن العراق يوماً لديه من أسلحة الدمار الشامل إلا الكذبة الكبرى التي روجها بوش, ومهدت لها الاوساط الاعلامية, ولم تكن الديمقراطية إلا عطاء يفتقد للشرعية لاطماع مكشوفة بالسيطرة على العراق وثرواته.
تمكن الاحتلال بعد خمس سنوات من الغزو, من نسف العراق كمركز للإشعاع الحضاري وعمقٍ استراتيجي عربي.
وتحول من بلد الثروات الطبيعية النفطية والزراعية, إلى بلد يستجدي إلغاء الديون التي أخذت تكبله منذ بدء سنوات الحصار التي سبقت الاحتلال.
ألحق انهيار البنية التحتية, وغياب مياه الشرب النظيفة, والتيار الكهربائي عن العديد من المناطق العراقية, وتدهور الأوضاع الاقتصادية, وتراجع شبكة الأمان الصحي.. بالمجتمع العراقي العديد من الأمراض والجائحات , وأخطرها وصول عدد المصابين بمرض الكوليرا إلى المئات, وتزايد عدد الوفيات.
أسابيع معدودة وينتهي عهد بوش الذي أراد شرذمة دول المنطقة, فلم يكن له مااراد .. فحتى العراق الذي يؤسس لاعادة وحدته الوطنية, تسعى دول الاقليم لان يكون له الدور الفاعل في أحداث المنطقة.