| الإرهاب...!! الافتتاحية المحاولات الإرهابية التي تريد النيل من سورية أكيدة ودائمة ومستمرة.. وأن تمر ّ واحدة, فبقدر كونه ممكناً, بقدر ما هو مدعاة لعدم التهاون.. أي كما كنا دائما.. لا خوف ولا تجاهل. الأمن بالنسبة لنا كسوريين مسألة أخرى.. أعني دوره وأهميته في حياتنا .. مسألة لا نقبل المساومة عليها أبداً.. ومن أجل استتباب الأمن وشعور الأمان يمكن أن نضحي بالكثير.. والمسألة ليست بياناً للصحف ولا حالة نتقبل التهاني عليها.. بل هي جزء أساس في بنياننا المجتمعي والاجتماعي. أن يستهدفنا الارهاب, فهذا دائماً متوقع لطبيعة الارهاب, ولمواقفنا الرافضة لنشاطاته, ولتحركاته, وللسياسات التي تساعد على انبعاثه وازدهاره.. مثل مخططات الهيمنة والاحتلال وتراجع التنمية, وانتشار الفقر والتخلف. والطبيعي أيضاً أن تُحدث عملية ارهابية تقع في سورية كل هذا الصدى في العالم كله الذي عبر عن إدانتها, ورفض استهداف سورية, لأن هذا العالم يعرف أن سورية هي أحد أهم أركان رفض الارهاب ومحاربته ودحره. يهمنا أمن غيرنا, ويهمنا أمننا, ومن أجله نضحي بالكثير, ولأجله نستند على الكثير. أول ما نستند عليه هو قوتنا الذاتية الاجتماعية والوطنية... وهي القوة التي خاضت معركتها مع الإرهاب حين أطل برأسه من عمق المؤامرة والغدر. ونستند على الخبرة المتوفرة لدينا من تجربتنا في مواجهة الإرهاب والقضاء عليه, بالتأكيد. أن تمر محاولة إرهابية.. هذا ممكن.. أما أن يكون خرق أمني فهذا دونه حرب يعرفون سلفاً نتائجها ولن نتهاون ولن نستهين أبداً بما جرى. لنا كل الخيارات, دون انتظار شهادة أو توصيف من أحد لقمع الإرهاب في رحم أمه.. دون تردد أو تراجع.. هذا الجزء الأهم والأبرز في مهمة حماية بلدنا.. وسنحميه. في معركتنا مع الإرهاب في نهاية السبعينات ومطلع الثمانينات من القرن الماضي, كانت قواعد الإرهاب داخل سورية.. المحاولات الإرهابية هذه الفترة تتصف غالباً أنها قادمة من خارج الحدود تخطيطاً وتنفيذاً, بمعنى أن منفذيها أيضاً عبروا حدودنا إلينا.. وبالتالي حماية الحدود ضرورة لاتقبل أبداً الرد على أي تساؤل حول أي تحرك تقوم به قواتنا الوطنية, مسلحة أو غير مسلحة, داخل أراضينا, لمنع تسرب أي إرهاب بأي شكل كان بدءاً من التهريب وانتهاء بأعمال التفجير والتخريب المختلفة. كل دولة معنية بحماية حدودها.. كل دولة معنية بنظافة أقاليمها من الوجود الإرهابي.. كل دولة معنية بسد القنوات التي يعبر منها الإرهاب.. ومن أجل هذا وذاك لا بد من خطوات لها طبيعة الأولوية والاستجابة للظروف الطارئة وغير الطارئة. لو كان العربي يتجول في الوطن العربي بحرية ودون أي موافقة لوفر جهداً جماعياً , نحمي به حدود الوطن العربي.. أما والظرف هو كما هو..فيجب أن نكون حريصين جداً على معرفة كل من يدخل ولماذا وماذا يريد? دون أن نعقد الأمور على عربي شقيق أو أجنبي صديق.. إنما لحمايته وحماية بلدنا.. سورية آمنة.. هذه حقيقة.. وخرق أمنها ليس سهلاً أبداً.. ولن يكون سهلاً.. لكننا وبالتأكيد نعيش في وسط إقليمي يعج بالإرهابيين.. وبالاتكاليين.. ونحن الذين نتكل على أنفسنا وسنكسب المعركة دائماً ضد الإرهاب.. وهو ما نجمع عليه كسوريين.. بالقول والجهد المقدس الذي بذله ويبذله حماة الوطن.. وتحية لكل جهد.. بما في ذلك الجهود الإعلامية التي كان لها أن تتحول إلى مصدر المعلومات للعالم ولا تتسوقها من غيرها. a-abboud@scs-net.org
|
|