تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الإرهاب...!!

الافتتاحية
الأحد 28/9/2008
بقلم رئيس التحرير أسعد عبود

القول إن سورية عصيّة على أي عمل إرهابي... ادعاء... والقول إن التفجير الإرهابي الذي عرفته دمشق يوم أمس خرق للأمن السوري.. هو ادعاء أيضاً.. وأكبر ادعاء أن نستهين بما حدث.

المحاولات الإرهابية التي تريد النيل من سورية أكيدة ودائمة ومستمرة.. وأن تمر ّ واحدة, فبقدر كونه ممكناً, بقدر ما هو مدعاة لعدم التهاون.. أي كما كنا دائما.. لا خوف ولا تجاهل.‏

الأمن بالنسبة لنا كسوريين مسألة أخرى.. أعني دوره وأهميته في حياتنا .. مسألة لا نقبل المساومة عليها أبداً.. ومن أجل استتباب الأمن وشعور الأمان يمكن أن نضحي بالكثير.. والمسألة ليست بياناً للصحف ولا حالة نتقبل التهاني عليها.. بل هي جزء أساس في بنياننا المجتمعي والاجتماعي.‏

أن يستهدفنا الارهاب, فهذا دائماً متوقع لطبيعة الارهاب, ولمواقفنا الرافضة لنشاطاته, ولتحركاته, وللسياسات التي تساعد على انبعاثه وازدهاره.. مثل مخططات الهيمنة والاحتلال وتراجع التنمية, وانتشار الفقر والتخلف.‏

والطبيعي أيضاً أن تُحدث عملية ارهابية تقع في سورية كل هذا الصدى في العالم كله الذي عبر عن إدانتها, ورفض استهداف سورية, لأن هذا العالم يعرف أن سورية هي أحد أهم أركان رفض الارهاب ومحاربته ودحره.‏

يهمنا أمن غيرنا, ويهمنا أمننا, ومن أجله نضحي بالكثير, ولأجله نستند على الكثير.‏

أول ما نستند عليه هو قوتنا الذاتية الاجتماعية والوطنية... وهي القوة التي خاضت معركتها مع الإرهاب حين أطل برأسه من عمق المؤامرة والغدر.‏

ونستند على الخبرة المتوفرة لدينا من تجربتنا في مواجهة الإرهاب والقضاء عليه, بالتأكيد.‏

أن تمر محاولة إرهابية.. هذا ممكن.. أما أن يكون خرق أمني فهذا دونه حرب يعرفون سلفاً نتائجها ولن نتهاون ولن نستهين أبداً بما جرى.‏

لنا كل الخيارات, دون انتظار شهادة أو توصيف من أحد لقمع الإرهاب في رحم أمه.. دون تردد أو تراجع.. هذا الجزء الأهم والأبرز في مهمة حماية بلدنا.. وسنحميه.‏

في معركتنا مع الإرهاب في نهاية السبعينات ومطلع الثمانينات من القرن الماضي, كانت قواعد الإرهاب داخل سورية..‏

المحاولات الإرهابية هذه الفترة تتصف غالباً أنها قادمة من خارج الحدود تخطيطاً وتنفيذاً, بمعنى أن منفذيها أيضاً عبروا حدودنا إلينا..‏

وبالتالي‏

حماية الحدود ضرورة لاتقبل أبداً الرد على أي تساؤل حول أي تحرك تقوم به قواتنا الوطنية, مسلحة أو غير مسلحة, داخل أراضينا, لمنع تسرب أي إرهاب بأي شكل كان بدءاً من التهريب وانتهاء بأعمال التفجير والتخريب المختلفة.‏

كل دولة معنية بحماية حدودها.. كل دولة معنية بنظافة أقاليمها من الوجود الإرهابي..‏

كل دولة معنية بسد القنوات التي يعبر منها الإرهاب..‏

ومن أجل هذا وذاك لا بد من خطوات لها طبيعة الأولوية والاستجابة للظروف الطارئة وغير الطارئة.‏

لو كان العربي يتجول في الوطن العربي بحرية ودون أي موافقة لوفر جهداً جماعياً , نحمي به حدود الوطن العربي.. أما والظرف هو كما هو..فيجب أن نكون حريصين جداً على معرفة كل من يدخل ولماذا وماذا يريد? دون أن نعقد الأمور على عربي شقيق أو أجنبي صديق.. إنما لحمايته وحماية بلدنا..‏

سورية آمنة.. هذه حقيقة.. وخرق أمنها ليس سهلاً أبداً.. ولن يكون سهلاً.. لكننا وبالتأكيد نعيش في وسط إقليمي يعج بالإرهابيين.. وبالاتكاليين.. ونحن الذين نتكل على أنفسنا وسنكسب المعركة دائماً ضد الإرهاب.. وهو ما نجمع عليه كسوريين.. بالقول والجهد المقدس الذي بذله ويبذله حماة الوطن.. وتحية لكل جهد.. بما في ذلك الجهود الإعلامية التي كان لها أن تتحول إلى مصدر المعلومات للعالم ولا تتسوقها من غيرها.‏

a-abboud@scs-net.org‏

تعليقات الزوار

مهند فؤاد الحريري / الدوحة |  mf.alhariri@hotmail.com | 28/09/2008 20:57

منذ نجحت سوريا في فك الحصار الأمريكي الظالم وبدأت بتسجيل النقاط في علاقاتها الخارجية على حساب السياسة الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة والعالم كان التساؤل يدور حول كيفية الرد المتوقع على هذا النجاح وماذا ستفعل الإدارة الأمريكية والصهاينة إزاء ذلك في ظل فهم جديد ومتوازن من قبل المجتمع الدولي وأوروبا خصوصاً للمواقف والسياسة السورية في معالجة العديد من قضايا وشؤون المنطقة ونظرتها لعملية السلام في الشرق الأوسط. وبغض النظر عمن قام بتنفيذ الجريمة ومن يقف وراءه فإن المؤكد أنه لن ينجو من العقاب وأن استهداف أرواح المدنيين الأبرياء ليس له أي تبرير أو تسويغ وسيكون كل الشعب السوري وكل مواطن عربي في مواجهة هؤلاء القتلة والمجرمين ، وستبقى سورية عصية على الكسر والتخويف.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 790
القراءات: 819
القراءات: 809
القراءات: 902
القراءات: 749
القراءات: 869
القراءات: 813
القراءات: 859
القراءات: 790
القراءات: 835
القراءات: 737
القراءات: 828
القراءات: 826
القراءات: 790
القراءات: 830
القراءات: 962
القراءات: 698
القراءات: 1006
القراءات: 1166
القراءات: 901
القراءات: 859
القراءات: 1185
القراءات: 1071
القراءات: 854
القراءات: 1013

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية