بل نطق به سفير جنوب إفريقيا في الكيان الاسرائيلي اسماعيل كوفاديا الذي استنكر الإرهاب وسياسة التمييز ضد الفلسطينيين وهو الذي شارك في النضال ضد التمييز العنصري في بلاده.
اللافت في موقف «كوفاديا» ليس توصيفه لطبيعة اسرائيل العنصرية فقط بل ورفضه أي تكريم من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلي لأن ذلك يشكل إهانة لكرامته ونزاهته الدبلوماسية كما قال حرفياً، وهوموقف نبيل وشجاع من دبلوماسي إفريقي عجز الكثير من الدبلوماسيين العرب عن اتخاذه في زمن الخذلان العربي للقضية الفلسطينية.
لكن السؤال الذي يلقي بظلاله على مؤسسات حقوق الإنسان وتلك التي تكافح التفرقة العنصرية في العالم هو: أين صرخاتها وتقاريرها عن سياسة التمييز العنصري وأين وقفتها مع هذا الدبلوماسي الشريف الذي من المؤكد أن اسرائيل ستقوم بملاحقته والتضييق عليه باسم معاداة السامية.
«كوفاديا» هذا المواطن الشريف جنوب الإفريقي رفض زراعة بعض الأشجار في حديقة الدبلوماسيين في النقب كما درجت سلطات الاحتلال الاسرائيلي أن تفعل مع الدبلوماسيين الأجانب لترسيخ فكرة وجود اسرائيل في أذهانهم وعلاقتها وارتباطها بالأرض، وأكد السفير أن مثل هذه الأشجار ستزرع في أرض مسروقة، لكن المفارقة الصارخة تبقى في زيارات بعض العرب إلى الكيان الاسرائيلي وزراعة ليس الأشجار فقط على تلك الأراضي المسروقة بل المساهمة في تهويدها والاعتراف باحتلالها باسم «مبادلة الأراضي» وتحت ستار السلام المزعوم!!.