تعلن عن عزمها على دعم الارهابيين بعد خسارتهم الكبيرة في القصير، وقد استبقت القمة العظمى بقرارها المتسع والارتجالي بدعم المعارضة المسلحة متناسية دورهم الارهابي الكبير، دون ان تحدد بشكل واضح كيفية وطبيعة ذلك الدعم.
فالولايات المتحدة تعرف عرف اليقين ان الجيش العربي السوري يحقق انتصارات ميدانية حقيقية ، وهو ماض في مهمته الوطنية بعيدا عن كل المفاوضات والتدخلات الدولية في استئصال كل مواقع الارهاب واعادة الامن والامان الى كل شبر من ارض الوطن ، وقد كانت مواجهات القصير امتحانا حقيقيا لقدرة قواتنا المسلحة على استعادة اي جزء من ارض الوطن وتطهيره من الارهابيين وتخريبهم، وقد بدأت مرحلة ما بعد القصير لتطهير بقية المناطق وخاصة حلب والرقة ، الامر الذي سيعزز مكانة الدولة في اي حوار مرتقب فضلا عن اعطاء الدول المؤيدة للحوار عوامل ضغط اضافية في لعب دورها العالمي في ترسيخ الامن والسلم والاستقرار في المنطقة والعالم.
وبالمقابل فان روسيا كانت اكثر ثقة في موقفها المؤيد للحوار باعتباه ينسجم مع سياستها العالمية المستندة الى احترام حرية الدول وسيادتها ورفض التدخل الخارجي ومواجهة الارهاب واحترام مبادئ الامم المتحدة والالتزام بالمعاهدات والمواثيق الدولية ، وقد عكس المؤتمر الصحفي لكل من فلاديمير بوتين الزعيم الروسي، وباراك اوباما رئيس الولايات المتحدة الاميركية حقيقة الاختلاف المستمر في التعاطي مع المشهد السوري، لكن عامل الارهاب حسم الأمر لصالح الروس في ضرورة مواجهة الارهاب والتعاون في منع وصوله الى المجتمعات الغربية بعد ان ظهر مقاتلون غربيون في صفوف القاعدة والنصرة وقد لقي بعضهم مصيره الاسود على ايدي قواتنا الباسلة، وربما كان هذا الاختلاف المستمر السبب وراء تأجيل عقد مؤتمر جنيف ٢ الى فترة بعيدة بعد التوافق السابق على استعجال انعقاده وربما لن يكون من الممكن انعقاده قبل ايلول القادم.
المعركة الدولية القادمة مستمرة ما بين الحق الوطني السوري والدول الداعمة والمؤيدة له من جانب وبين العهر الارهابي وداعميه من حكومات الغرب الاستعماري وممثليه من الدول الاقليمية من جانب آخر، ولكن الوقائع على الارض هي العوامل الفاعلة في تحديد النهايات، ولن تفلح الاسلحة ولا الروايات الكاذبة التي يروجها الاعلام القاتل في حجب الحقيقة ولا اضاعة الحق السوري الثابت في تصديه للمشروع الصهيوني ومن خلفه المشروع الاستعماري الغربي، وسوف تظهر الايام القليلة القادمة القدرة الوطنية السورية على دحر ذلك المشروع كما كانت تفعل دائما.