تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


زيادة الرواتب

الكنز
الأحد 23-6-2013
قاسم البريدي

في تاريخ الأزمات الاقتصادية العالمية كانت الحلول المدروسة التي قامت بها الدول الصناعية الأوربية وغيرها وفقا لخبراء كبار تشمل:

- دعم الزراعة وتشجيع الصناعة المحلية والبديلة اعتمادا على الذات .‏

- فرض ضرائب على المواد المستوردة غير الضرورية .‏

- تخفيض قيمة العملة المحلية .‏

- زيادة الرواتب والأجور لتحسين الواقع المعاشي للسكان.‏

وهذه الاجراءات تأتي كحزمة متكاملة ولا تغني إحدها عن الأخرى وساهمت إلى حد كبير في تخفيف آثار الأزمات التي جاءت معظمها بعد الحروب العالمية ..‏

ومن الطبيعي بعد صمود قوي للاقتصاد السوري وفي ظل أزمة استمرت أكثر من عامين أن تأتي زيادة الرواتب والأجور وهي خطوة ممتازة اذا استكملت بقية الحلقات المكملة لها ومنها أن تشمل تحسين دخول غير الموظفين ممن يشكلون أكثر من نصف السكان .‏

وهذه الخطوة لو كانت بمفردها ستؤدي بلا شك إلى الدخول في حلقة مفرغة وتنتج مزيدا من التضخم والغلاء وهروبا آخر من تحمل المسؤوليات من قبل الجميع تحت عنوان (تجار الأزمات ) ..!!‏

ولهذا فهي تأتي في سياق مجموعة من الاجراءات الحكومية «السابقة» أو «اللاحقة» والأهم والمستعجل هو الاجراءات «المتزامنة» معها لاسيما في الفترة الأولى حيث يأخذ البعد النفسي دوره أكثر من البعد العملي والمطلوب هنا العمل لنجاح هذه الخطوة لتسير في سياقها الصحيح التي تعني :إن ضخ سيولة كبيرة في الاقتصاد السوري يؤدي إلى زيادة النشاط الاقتصادي وخلق فرص عمل جديدة وتحريك عجلة الدورة الاقتصادية لمصلحة الجميع دون استثناء.‏

وبالتالي .. الفترة الأولى بعد اطلاق الزيادة حساسة للغاية وستحدد ربما مسيرة سنوات قادمة وإذا أحسنا التعامل معها وكل في موقعه ستجعل الدولة أقوى وقادرة على تأمين زيادة في الايرادات وتخفيض النفقات العامة وتوفر المزيد من الأموال اللازمة لهذه الزيادة أو لصندوق الدعم الاجتماعي الذي بدأت به سابقا .‏

إذن ..هناك جملة من الإجراءات السريعة المنتظرة وفي مقدمتها دور الحكومة المباشر باستيراد السلع الأساسية للمواطن وهذا ما أكدته قبل فترة من الزمن ووعدت به تزامنا مع شهر رمضان الفضيل وهذا وحده القادر على كبح غلاء الأسعار التي فقدت صوابها إلى حد كبير.‏

والمشكلة التي نخشاها فعلا هي بطء هذه الخطوة «التالية» واستمرار جشع أصحاب النفوس الضعيفة من التجار وغيرهم وبالتالي فلتان الأسعار للسلع والخدمات الأساسية لامتصاص زيادة الرواتب ولذلك لابد من الحزم وعقوبات رادعة حقيقية لا تستثني أحدا مهما كان موقعه .‏

ونشير هنا بشكل خاص للخدمات الأساسية في النقل والشحن ولا مبرر إطلاقا لأي زيادة في أجورها،ويمكن للحكومة ضبطها بشكل حازم طالما أن الوقود بقبضة الدولة ومدعوم ومراقب من مصدره وصولا إلى كل وسيلة نقل في سورية لا أن نترك الأمور على غاربها ..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

  قاسم البريدي
قاسم البريدي

القراءات: 1005
القراءات: 910
القراءات: 977
القراءات: 968
القراءات: 883
القراءات: 989
القراءات: 918
القراءات: 912
القراءات: 937
القراءات: 947
القراءات: 930
القراءات: 928
القراءات: 3809
القراءات: 923
القراءات: 941
القراءات: 999
القراءات: 976
القراءات: 929
القراءات: 946
القراءات: 1070
القراءات: 969
القراءات: 1527
القراءات: 1015
القراءات: 974
القراءات: 978

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية