تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هكذا تشي الأمكنة ..!

من داخل الهامش
الخميس 3-6-2010م
علي قاسم

غالباً ما تشي الأمكنة بمكنوناتها خارج سياق الفعل الذي دارت حوله، وكثيراً ما توسم فعلتها ببعض من التأني، ليكون المنتج الذي أقفلت عليه فصلاً آخر من فصول التمعن في تفاصيل غابت عنها إلى حد بعيد رؤية الزمان الذي أنتجها.

وحين تكون المعادلة مبنية بمعيار مختلف، أو لنقل حين تعيد رسم المشهد مرئياً من داخله لا بدّ أن تصادفك الكثير من الإضافات المهمة التي تضفي على الخطوات الإبداعية عمقها ، وتجدد فيها أصالة غالباً ما نبحث في جذورها دون أن ندرك الحد الذي وصلت إليه ولا السقف الذي بلغته.‏

نذير العظمة في الطريق إلى دمشق يرسم تلك الخطوات بإتقان العارف بتفاصيل الخطوات والمدرك حجم الحلم الذي يكتنز تلك الإبداعات المتوهجة من داخل المشهد ويعيد تصديرها لنا بشغاف القلب المولع بتلك الأمكنة والمزهو بقدرته على الإلمام بتفاصيلها.‏

وفي الطريق إلى دمشق أيضاً نلمس بعضاً من همسات هاربة من زمانها وتتدلى ككف معلق يرفض الخوض في زحمة الهدير الآتي إلينا من خلف الأبواب المغلقة.‏

وفي ثنايا الطريق كذلك نقف حيث الخطوات المحسوبة في معظم الأحيان غائبة، وتلك المنتظمة تقترب أكثر في ملامحها من فوضى الذاكرة المتخمة بتعابير الحلم، لتقف هناك ترنو بعين شوقها إلى مرابع الصبا وحكايا الطفولة المزروعة على جنبات الطريق ولو طال الوقت.‏

ليس عبثاً أن تكون بهذا الحنين، وليست تسجيلا للحظة هاربة من زمن بعيد، بل هي في كل الهمسات المضمومة تحكي ما صعب على الكلمات أن تقوله، وعلى الهمسات أن تبوح به.‏

على تلك الشاكلة من الرسم المتقن تتقدم إلينا الخطوات في الطريق إلى دمشق بوحاً حقيقياً بصلوات الشعر وحنينه، وتعلن من هنا وهناك وفي الوقت ذاته أن الزمان يحضر بسطوته في الكلمة ولو كانت حروفها المكتظة تشي بما تبقى من أسرارها الهاربة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي قاسم
علي قاسم

القراءات: 7088
القراءات: 1006
القراءات: 1165
القراءات: 952
القراءات: 953
القراءات: 940
القراءات: 1070
القراءات: 902
القراءات: 839
القراءات: 936
القراءات: 985
القراءات: 871
القراءات: 811
القراءات: 860
القراءات: 1065
القراءات: 943
القراءات: 760
القراءات: 949
القراءات: 971
القراءات: 1031
القراءات: 987
القراءات: 863
القراءات: 1035
القراءات: 944
القراءات: 1074

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية