تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ليس عندنا سوى الدعاء

معاً على الطريق
الخميس 3-6-2010م
عبد النبي حجازي

وانقلبت مجالس الفرح واللهفة بانتظار الخيرات إلى مجالس عزاء.

ليس في العالم كله دولة معتقلة كإسرائيل وقد بلغت قمة الهمجية والحمق بتصديها لقافلة الحرية وبدأت تتحدر نحو الهاوية،‏

رغم أن كيانها قائم على المساعدات السخية بمليارات الدولارات من أميركا والشركات الأميركية، ورغم أن أميركا تبنتها رسمياً ونسبتها إليها ، ورغم أن المسلمين والعرب يساهمون بدعمها«عن غير قصد!» بشراء بضائع أميركية قيمتها«8.6» بلايين دولار يومياً ، ورغم أن الاتحاد الأوروبي متحفز لنصرتها: بريطانيا منحتها فلسطين وطناً قومياً ، وألمانيا منحتها الغواصة «دولفين» المزودة برؤوس نووية متفجرة ودبابات متطورة من نوع «فوكس» وفرنسا وقعت معها في عام 1995 اتفاقاً نووياً أدى فيما بعد لبناء مفاعل «ديمونة» وفي الستينيات زودتها بطائرات غازيل ، ورغم أن السادات أراد أن يفك أسرها في عام 1978.‏

إن إسرائيل مكبلة ولا مستقبل لها بل إن مقتلها في طبيعة كيانها العنصري، وفي عقدتها التي جعلت منها وحشاً يلتذّ بالقتل والدمار كما تفعل بمحاصرة غزة ومحاولة القضاء على مليون وثمانمئة ألف فلسطيني بالموت مرضاً وجوعاً . فاستفزت الشارع العربي ،وقد كانت عيونها تراه زرائب وحواكير يقيم فيها أشباح على صورة أبناء آدم يطبّلون ويزمّرون بأصوات مبحوحة وكأن آذانهم لا تسمع أصواتهم.‏

عيون إسرائيل لا ترى أن هناك مجتمعاً دولياً وإنما تراه كالفزاعة تُنصب في الحقل لردع الطيور«الأخرى» ولكنها الآن استفزته وأضعفت ذريعة اعتداءاتها بأنها تحافظ على أمنها فانكشفت أمام العالم، هذا العالم المتقلب المزاج ،وأخذ يندد باعتداءاتها على قوافل الحرية.‏

تنهض من نومك صباحاً بشكل تلقائي ، تنظف أسنانك ، تأخذ حمامك ، تتناول فطورك ، تقضي يومك وليلك ، ثم تنهض صباحاً والحياة مستمرة. وتشنّ إسرائيل عدواناً عليك، يقوم بعض الناس بالمظاهرات ، وتقدم بعض الدول شكوى لمجلس الأمن الدولي وتصدر القرارات ،وإسرائيل لاتعيرها التفاتة، وتشن إسرائيل عدواناً جديداً وتقوم المظاهرات، وترفع الشكاوى.. والحياة مستمرة بل مملة كاسدة.‏

غزة التي لاتتجاوز مساحتها ( 360) كم2 سقط فيها(1310) شهداء و(5500) جريح بينهم (418) طفلاً و(111) امرأة و (123) من كبار السن و(16) مسعفاً من طواقم الدفاع المدني وأربعة صحفيين وخمسة أجانب.ودمر مادمر من مستشفيات ومدارس ومساجد ومرافق.‏

شاهدت على شاشة التلفزيون (جَدَّة) من غزة لعلها فقدت من فقدت من أبنائها وأحفادها قامت بتحليل الموقف العام بوعي سياسي عال وإصرار على الصبر والصمود ثم علقت بمنتهى الأسى ( ليس عندنا سوى الدعاء).‏

إن تنوع المشاركين بقافلة الحرية من العرب ومن دول العالم يدعو إلى التفاؤل وأن الحق لايموت، وأخص الأتراك الذين لابدّ من توجيه تحية محبة لهم وعلى رأسهم رئيس الوزراء رجب الطيب أردوغان الممتلئ حماسة وتعاطفاً، وهذا ليس جديداً على تركيا ،فقد رفض برلمانها السماح للطائرات الأميركية بالانطلاق من قواعدها أثناء غزو العراق في عام ( 2003).‏

anhijazi@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 عبد النبي حجازي
عبد النبي حجازي

القراءات: 2143
القراءات: 1082
القراءات: 1091
القراءات: 1080
القراءات: 1282
القراءات: 1106
القراءات: 1043
القراءات: 1324
القراءات: 1296
القراءات: 1147
القراءات: 1679
القراءات: 1205
القراءات: 1764
القراءات: 1245
القراءات: 1202
القراءات: 1303
القراءات: 1242
القراءات: 1325
القراءات: 1307
القراءات: 1319
القراءات: 1532
القراءات: 1690
القراءات: 1480
القراءات: 1399
القراءات: 1830

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية