ليس في العالم كله دولة معتقلة كإسرائيل وقد بلغت قمة الهمجية والحمق بتصديها لقافلة الحرية وبدأت تتحدر نحو الهاوية،
رغم أن كيانها قائم على المساعدات السخية بمليارات الدولارات من أميركا والشركات الأميركية، ورغم أن أميركا تبنتها رسمياً ونسبتها إليها ، ورغم أن المسلمين والعرب يساهمون بدعمها«عن غير قصد!» بشراء بضائع أميركية قيمتها«8.6» بلايين دولار يومياً ، ورغم أن الاتحاد الأوروبي متحفز لنصرتها: بريطانيا منحتها فلسطين وطناً قومياً ، وألمانيا منحتها الغواصة «دولفين» المزودة برؤوس نووية متفجرة ودبابات متطورة من نوع «فوكس» وفرنسا وقعت معها في عام 1995 اتفاقاً نووياً أدى فيما بعد لبناء مفاعل «ديمونة» وفي الستينيات زودتها بطائرات غازيل ، ورغم أن السادات أراد أن يفك أسرها في عام 1978.
إن إسرائيل مكبلة ولا مستقبل لها بل إن مقتلها في طبيعة كيانها العنصري، وفي عقدتها التي جعلت منها وحشاً يلتذّ بالقتل والدمار كما تفعل بمحاصرة غزة ومحاولة القضاء على مليون وثمانمئة ألف فلسطيني بالموت مرضاً وجوعاً . فاستفزت الشارع العربي ،وقد كانت عيونها تراه زرائب وحواكير يقيم فيها أشباح على صورة أبناء آدم يطبّلون ويزمّرون بأصوات مبحوحة وكأن آذانهم لا تسمع أصواتهم.
عيون إسرائيل لا ترى أن هناك مجتمعاً دولياً وإنما تراه كالفزاعة تُنصب في الحقل لردع الطيور«الأخرى» ولكنها الآن استفزته وأضعفت ذريعة اعتداءاتها بأنها تحافظ على أمنها فانكشفت أمام العالم، هذا العالم المتقلب المزاج ،وأخذ يندد باعتداءاتها على قوافل الحرية.
تنهض من نومك صباحاً بشكل تلقائي ، تنظف أسنانك ، تأخذ حمامك ، تتناول فطورك ، تقضي يومك وليلك ، ثم تنهض صباحاً والحياة مستمرة. وتشنّ إسرائيل عدواناً عليك، يقوم بعض الناس بالمظاهرات ، وتقدم بعض الدول شكوى لمجلس الأمن الدولي وتصدر القرارات ،وإسرائيل لاتعيرها التفاتة، وتشن إسرائيل عدواناً جديداً وتقوم المظاهرات، وترفع الشكاوى.. والحياة مستمرة بل مملة كاسدة.
غزة التي لاتتجاوز مساحتها ( 360) كم2 سقط فيها(1310) شهداء و(5500) جريح بينهم (418) طفلاً و(111) امرأة و (123) من كبار السن و(16) مسعفاً من طواقم الدفاع المدني وأربعة صحفيين وخمسة أجانب.ودمر مادمر من مستشفيات ومدارس ومساجد ومرافق.
شاهدت على شاشة التلفزيون (جَدَّة) من غزة لعلها فقدت من فقدت من أبنائها وأحفادها قامت بتحليل الموقف العام بوعي سياسي عال وإصرار على الصبر والصمود ثم علقت بمنتهى الأسى ( ليس عندنا سوى الدعاء).
إن تنوع المشاركين بقافلة الحرية من العرب ومن دول العالم يدعو إلى التفاؤل وأن الحق لايموت، وأخص الأتراك الذين لابدّ من توجيه تحية محبة لهم وعلى رأسهم رئيس الوزراء رجب الطيب أردوغان الممتلئ حماسة وتعاطفاً، وهذا ليس جديداً على تركيا ،فقد رفض برلمانها السماح للطائرات الأميركية بالانطلاق من قواعدها أثناء غزو العراق في عام ( 2003).
anhijazi@gmail.com