هذه العناوين والمبادئ والاسس كانت ولاتزال تمثل منهجية السياسة السورية وثوابت القيادة السياسية فيها.
فالحوار والتفاهم كما تراه سورية هو الاسلوب الافضل والانجح لحل قضايا المنطقة والعالم وفي الوقت نفسه نقيض اسلوب التعنت والعنف والصدام الذي اتبعه الاخرون واثبتت التجارب السابقة فشله وثقل مآسيه ابتداء من فلسطين مروراً بالعراق وافغانستان وانتهاء بازمة القوقاز والحرب التي شنتها جورجيا على اوسيتيا الجنوبية, والبصمة الصهيونية الاميركية الواضحة فيها.
واما التعاون (العنوان الثاني) فتاريخ العلاقات الدولية يشهد بأن ما تواجهه الدول والحكومات من ازمات ومشكلات ونزاعات لايمكن حلها والتغلب عليها الا بالتعاون والتنسيق وتضافر الجهود وخاصة ان العالم يقف على اعتاب الكثير من الازمات التي قد تتحول الى كوارث تهدد وجوده وبقاءه كأزمة الغذاء والطاقة والمياه وما الى ذلك.
واما العنوان الثالث (السلام) فتكمن اهميته من كونه نقيض الحرب والعدوان والدمار, فشعوب المنطقة بأغلبيتها الساحقة شعوب مسالمة ترفض الحرب وتنبذ العدوان والظلم والاحتلال في حين ترفعها اسرائيل شعاراً دائماً لها في تعاملها مع الدول العربية منذ انشائها ككيان غاصب ودخيل.
وبناء عليه فانه انطلاقاً من هذه العناوين والمبادئ التي اكدها الرئيس الأسد في لقائه مع التلفزيون الفرنسي نستطيع القول ان النجاح الذي ستحققه اللقاءات الثنائية والرباعية ستظهر آثاره جلية خلال الفترة القريبة القادمة ولاسيما ان القادة الاربعة يتمتعون بوزن كبيرعلى الساحة الاقليمية والدولية بصفتهم رؤساء لدول ذات ثقل نوعي في محيطها الاقليمي بالاضافة الى ما تمثله هذه الدول كونها قائدة لمجموعات دولية اخرى حيث سورية رئيسة للقمة العربية وفرنسا رئيسة للاتحاد الاوروبي وقطر رئيسة لمجلس التعاون الخليجي ولا ننسى الدور الكبير لتركيا في عملية السلام والمفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل فكل ذلك مؤشر كبير على أهمية هذه القمة وماسيصدر عنها من نتائج توفر الأمن والسلام لشعوب المنطقة.