تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


دعم اللاشرعية

قضاياالثورة
الأربعاء 30/3/2005م
أحمد حمادة

أصبحت تصريحات بعض المسؤولين الأميركيين ومواقفهم تجاه ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة تتجاوز مفهوم الانحياز الكامل للسياسة الإسرائيلية المعادية للسلام ,وتتعدى حدود المنطق وتثير أكثر من علامة استفهام حول دور الولايات المتحدة كقوة عظمى في تحقيق السلام واستتباب الأمن والاستقرار في المنطقة, وحول مدى جديتها في طروحات الدولة الفلسطينية المستقلة وإنهاء الصراع العربي- الإسرائيلي.

فبدلا من أن تحاول واشنطن الضغط على حكومة شارون لوقف مسلسل الاستيطان وإلزامها باحترام مبادىء القانون الدولي بتفكيك المستوطنات وترحيل سكانها وإجبارها على التوقف عن بناء المزيد منها فإنها ذهبت بالاتجاه المعاكس, أي الإقرار من جديد بضرورة عدم تفكيك الكتل الاستيطانية, وضمها إلى الكيان الإسرائيلي.‏

ومثل هذا الكلام ليس مصدره التنبؤات بالمواقف الأميركية بل هو حقيقة أكدها شارون نفسه حين أشار إلى أن إدارة بوش مصرة على تأييد كيانه بالإبقاء على المستوطنات بالضفة الغربية المحتلة, وأن هذه الإدارة تتفهم بشكل واضح هذه المسألة.‏

ولم يأت كلام شارون من فراغ بل جاء على خلفية تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزارايس التي تراجعت فيها عن مواقف سابقة كانت قد عارضت خلالها خطة (معاليم أدوميم) المتعلقة ببناء 3500 وحدة استيطانية تربط المستعمرة المذكورة بمدينة القدس المحتلة, والتي نفت فيها أيضا وجود أي خلاف مع حكومة شارون حول بقاء التجمعات الاستيطانية مستقبلا في الضفة الغربية المحتلة ,وأن بلادها ملتزمة بتأييد قرار إسرائيل الاحتفاظ بالكتل الاستيطانية الكبيرة في الضفة في أي اتفاق سلام نهائي مع الفلسطينيين, وليس هذا فحسب بل إن رايس اعتبرت أنه لابد من وضع المتغيرات على الأرض في الاعتبار عند إجراء أي مفاوضات بشأن الوضع النهائي.‏

هذا الموقف الإضافي في دعم الاستيطان يشكل تطورا خطيرا كونه يعطي حكومة شارون المزيد من الأضواء الخضراء للمضي قدما في تحدي الشرعية الدولية ووأد عملية السلام وفرض سياسة الأمر الواقع على الفلسطينيين في أي مفاوضات مفترضة معهم وإجبارهم على الموافقة على كل الشروط الإسرائيلية لتحقيق السلام المزعوم.‏

وفي حال استمرت واشنطن في طريقة تعاطيها مع ملف الاستيطان بهذا الشكل المخالف للقانون الدولي, فإن الأوضاع في الأراضي العربية المحتلة ستتجه إلى مزيد من التعقيد والاحتقان وستنسف أي أمل بتحقيق الأمن والاستقرار فيها.‏

ahmad h@ ureach.com‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أحمد حمادة
أحمد حمادة

القراءات: 11511
القراءات: 857
القراءات: 908
القراءات: 837
القراءات: 941
القراءات: 859
القراءات: 855
القراءات: 873
القراءات: 982
القراءات: 883
القراءات: 857
القراءات: 847
القراءات: 881
القراءات: 892
القراءات: 965
القراءات: 921
القراءات: 1098
القراءات: 899
القراءات: 860
القراءات: 890
القراءات: 874
القراءات: 978
القراءات: 988
القراءات: 901
القراءات: 947
القراءات: 1006

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية