تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الإسمنت والسوق السوداء

حديث الناس
الأربعاء 30/3/2005م
هيثم عدره

الضغط الذي تشهده المراكز المعتمدة لتوزيع مادة الإسمنت في جميع المحافظات والمناطق, يؤكد على وجود طلب متزايد على هذه المادة, وهذا يعني عدم وجود قدرة على تلبية الاحيتاجات. وتم الحديث منذ فترة عن حاجة السوق لهذه المادة لا يمكن تلبيتها من الإنتاج المحلي وتم آنذاك تأمين النقص عبر الاستيراد, ولكننا نلاحظ أن الضغط والطلب تزايد على مادة الإسمنت .

مراكز مكتظة لا تعطي إلا وفق ثبوتيات تريدها, وعليك أن تتحلى بالصبر وطول البال وتهرول من موظف إلى آخر لتحصل على مبتغاك, في حين يمكنك الحصول على ما تريد عندما تدفع وفق أسعار تحددها السوق السوداء, إضافة إلى ما تسمعه من البعض عن جودة الإسمنت المنتج من هذا المعمل أو ذاك والمقصود هو أن تبقى الأزمة مفتعلة والخاسر هو المستهلك والرابح من يتاجر بهذه المادة في السوق السوداء !?‏

لابد من معالجة المشكلة من خلال الطلب وهذا ما نلمسه على أرض الواقع ولابد أيضا من حلول جذرية لكي لا تأخذ شكل ظاهرة يتم الحديث عنها بين الفترة والأخرى عبر معرفة الأسباب التي تشكل حالة طلب متزايدة والتعامل مع هذا الواقع عبر سلسلة إجراءات تجعل هذه المادة متوفرة وبشكل سهل بعيدا عن التعقيدات والورقيات والسماسرة والوسطاء مهما كانت الكميات التي يريدها المستهلك, وبشكل ميسر عبر الاستيراد أو الناتج المحلي بعيدا عن هذه المراكز التي تجعلك تفكر بالشراء من السوق السوداء والذهاب إليها والانتظار والتفكير والتأمل للحصول على مبتغاك .‏

إن الطلب المتزايد على هذه المادة يعني أن معامل الإسمنت لدينا لا تغطي الحاجة الفعلية للسوق المحلية وإذا كان الأمر غير ذلك أي أننا قادرون, لماذا السوق السوداء مرشحة لتلعب هذا الدور ومن المسؤول عن ذلك ?وإذا كان الأمر غير ذلك ولدينا نقص في الإنتاج يجب التعامل مع هذه الحالة كبقية مواد البناء الأخرى عبر الاستيراد وتوفيرها بالأسواق بشكل طبيعي من قبل القطاع الخاص ليتم بيعها بعيدا عن هذه المنغصات مثل باقي المستلزمات الأخرى كالرمل والحصى والحديد .‏

البعض يقول إن مادة الإسمنت بحاجة إلى مراقبة جودتها فبعد فترة تفقد صلاحيتها, ونحن نقول بدورنا يمكن مراقبتها ومطابقتها للمواصفات وأنها ستستهلك في ظل هذا الطلب عليها بسبب كثرة المشروعات وتنوعها في ظل المناخ الاستثماري, إضافة إلى واقع عمراني يفرض نفسه, وترك الأمور بهذا الشكل يجعل المستفيد مجموعة همها الربح أولا وأخيرا وعلى حساب المستهلك وبهذه المناسبة فإننا نقدر جهود المؤسسات المعنية بتوفير المادة والتعامل مع حاجة السوق بروح من المسؤولية إلا أن المطلوب إيجاد علاقة صحيحة بين البائع والمستهلك لكي لا يستغل أحدهما الآخر.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 هيثم عدره
هيثم عدره

القراءات: 813
القراءات: 720
القراءات: 893
القراءات: 875
القراءات: 851
القراءات: 819
القراءات: 835
القراءات: 852
القراءات: 903
القراءات: 955
القراءات: 892
القراءات: 974
القراءات: 912
القراءات: 954
القراءات: 898
القراءات: 914
القراءات: 1100
القراءات: 962
القراءات: 958
القراءات: 937
القراءات: 991
القراءات: 1020
القراءات: 963
القراءات: 1293
القراءات: 988

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية