ومشروع « روافد» الذي يتبنى هذا التوجه لم يشأ أن يستقدم نصوصا مسرحية خارجية بعيدة عن اهتمام الأطفال والناشئة وهو في ذلك يتماشى والرؤية التي تحدد أهدافه في أن يتكىء على التراث الثقافي المحلي لمخاطبة جمهوره , وهو بذلك يغني هذا التراث بالجديد ويعمد على إيقاظه بشكل دائم خشية أن يدخل في سبات عميق.
واللافت في المشروع أن القيمين عليه هم من أهل الاختصاص وممن اتبعوا دورات مكثفة في المسرح التفاعلي تمكنهم من خلق تلك العلاقة ، و تؤدي, لاحقا,إلى إنتاج مشاهد مسرحية تحاكي اهتمامات جيلي الأطفال والناشئة . ولعل الحصاد المباشر لهذه التجربة تلخصه انطباعات أولياء الأمور عن مشاركات ابنائهم, اذ سرعان ما تحول الأطفال من الانطوائية والخجل الى التعبيرعن أفكارهم واهتماماتهم ومحاكاة أساتذتهم ومدرسيهم.
وتشير بعض التسريبات في أوساط خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية ان وزارة التربية قد تضم قريبا الى كوادرها التدريسية خريجين من المعهد لتخصيب هذه التجربة ونشرها في صفوف المدارس, ما يعني ان الأمور تمشي باتجاه الديمومة والاستمرار, ونحو تكريس هذا التعاطي كجزء من العملية التربوية.
وان كان المسرح أبا الفنون فإننا نتطلع الى تعميم هذه التجربة النوعية الجديدة في أرجاء سورية كلها, ونتطلع في الوقت عينه ان تدخل انواع وألوان ثقافية وفنية جديدة الى الصفوف , لتلون الوجبات الثقافية للتلاميذ بما يخلق عندهم حوافز المشاركة والتعلم وصولا الى الإبداع .