كيف ؟
هل ثمة عاقل في هذا العالم يمكن أن يصدق أن إيران تحرض إسرائيل للاعتداء على سورية , وهل ثمة عاقل يمكن أن يصنف ما ادعاه نتنياهو في مصنف السلام , وهو الذي يحتل الأرض ويغتصب الحقوق ويتمرد على مقومات السلام؟؟
ما يجري من فصول في هذا المشهد السياسي يؤكد أن إسرائيل في عهد نتنياهو كما في عهود سابقيه لا تفكر بأي سلام جاد وحقيقي , وتواصل الاستيطان في هامش الفشل الأميركي في إرغامها على وقفه أو حتى تجميده , وتواصل تهويد مدن الضفة الغربية ورموزها التاريخية العربية في استباق مدروس لما يمكن أن تكون عليه الدولة الفلسطينية الموعودة من جغرافيا وسيادة وحتى تاريخ .
ومع ذلك لا تنسى إسرائيل وأميركا وحتى بعض العرب مواصلة الحديث تمريراً وتسريباً وتصريحاً عن مفاوضات مباشرة وأخرى غير مباشرة على هذا المسار أو ذاك , وكما لو أن المفاوضات ذاتها هي الغاية وليس السلام , مشهد هو التعبير الكامل عن عجز طرف في هذه المعادلة بعدما جاء مملوءاً بالحماسة والوعود , وعن تواطؤ البعض في الطرف الآخر , وبالتأكيد عن تطرف الطرف الثالث وتمرده على شرائع السلام ومرجعياته الشرعية والدولية .
تجربة الصراع والمفاوضات مع إسرائيل بكل مراحلها وحيثياتها تؤكد اليوم من جديد أن لا غطاء ولا مظلة عربية أو غير عربية لأحد يفرط بالأرض أو الحقوق أو الرموز العربية تحت الاحتلال بذريعة التفاوض من أجل السلام, وتؤكد أيضاً أن مجرد نفي نتنياهو لنيات كيانه العدوانية لا يعني السلام ... ثم أليس الاحتلال والاستيطان والتهويد الذي تمارسه إسرائيل على مدار الساعة هو النفي القاطع للسلام؟