فعلا بلدا واعدا وقبلة للمستثمرين , كما يدل على أن المناخ العام الاقتصادي والاستثماري في سورية- بعد إعلان البلاد عن نمط اقتصادي جديد تتجه نحوه وعن رغبتها بالاندماج بالاقتصاد العالمي – أضحى مهيأ لاستقبال الاستثمارات من كل حدب وصوب , وثالثا يدل على أن الحكومة مستعدة لسماع الملاحظات والاستفسارات والمعيقات للعمل على تجاوزها بما يخدم الجميع .
نقول ملاحظات ومعيقات , لان وجودها أمر طبيعي في ظل عملية التحول التي يشهدها الاقتصاد السوري والإصلاحات التي تطول كل جوانب العملية الاقتصادية والاستثمارية والتجارية ذلك أنه يتم إزالة نمط اقتصادي قديم كان قائما لسنوات طوال وإقامة نمط اقتصادي جديد يحتاج إلى الهيكليات والتشريعات الجديدة والخبرات والمهارات والمرونة .. وهذا لا يأتي بالتأكيد بين ليلة وضحاها .
وما أتى عليه الشيخ صالح كامل رئيس مجلس الغرف السعودية رئيس مجموعة دلة البركة في كلمته بافتتاح المؤتمر الثالث عشر لرجال الاعمال والمستثمرين العرب أمس رغم أهميته في ضرورة القضاء على البيروقراطية والروتين سريعاً إذا ما أرادت أن تأخذ سورية المكانة التي تليق بها وتعبر عن إمكانياتها الاستثمارية الكبيرة , ورغم أن انتقاده هذا نابع من محبة صادقة لسورية , إلا أن الحكومة السورية تدرك أنه لا تزال هناك معوقات أمام الاستثمار ,وتدرك أيضا أن هناك بعض الفهم الخاطئ أو التفسيرات الخاطئة لبعض القوانين , حتى أن النائب الاقتصادي قال مرة « ان موظفا صغيرا قد يعرقل مشروعا استثماريا بمليارات الدولارات « .
وعلى المقلب الاخر لا نسوق هذا الكلام لتبرير هذه المعوقات بل لا بد من إزالتها بكافة الوسائل الممكنة ولا بد من تغيير الذهنيات لدى بعض موظفي الحكومة والقائمين على تنفيذ القوانين الاستثمارية والاقتصادية بالتوازي مع تغيير المؤسسات والهيكليات والتشريعات و»معلومكم «أن الذهنيات لا تتغير بقانون أومرسوم , لكن الأيام كفيلة بتغييرها كما اظن .
H_shaar@hotmail.com