تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تجليات محنة أوباما..!

الافتتاحية
الخميس 4-3-2010م
بقلم رئيس التحرير أسـعد عبـود

لم تستطع الإدارة الأميركية أن تحرك إسرائيل خطوة واحدة عن مواقفها الرافضة للسلام والمعيقة له.

مما وضع الرئيس أوباما بما حمله قدومه إلى البيت الأبيض, وماعبّر عنه مراراً في خطابات موجهة للأمة الإسلامية والعربية والعالم أمام محنة حقيقية، تتجلى صورتها الأوضح في التراجع أمام إسرائيل، عوضاً عن تأكيد الموقف، وفي التحول للضغط على الضعيف الذي لا يملك قشة ينقذ بها الرئيس أوباما من محنته، عوضاً عن الضغط على التعنت الإسرائيلي.‏

قرار السلام يحتاج إلى قوة موقف لاتقل عن قرار الحرب، إن لم تكن أقوى.. وبصراحة لم تبدُ هذه القوة في موقف الرئيس أوباما وإدارته حتى اليوم.. ومن ضعفه لجأ إلى الضعفاء، ضاغطاً عليهم من خلف الستار، وبما لايمكنه أبداً أن يخلق حلاً..‏

ماذا لدى الفلسطينيين كي يقدموه؟!.‏

ماذا لدى السلطة الفلسطينية..؟‏

حتى ولو توهموا غطاء عربياً لمخطط اخواء العمل السياسي للسلطة من أي موقف؟!.‏

عندما يصل الضغط إلى درجة التنازل عن الحقوق.. والاستهتار بالمشاعر.. وتزوير التاريخ.. وتفهم العنصرية.. ماذا يمكن لهذا الثوب «العربي» البالي المخترق المليء بالثقوب أن يغطي؟!.‏

في تجليات محنة الرئيس الأميركي.. هاهو يراهن على الجواد المريض.. الولايات المتحدة بعظمتها وكبر حجم معلوماتها لاتجهل أبداً كم يمثل موقف التراجع عن المصالح العربية ومحاولة تشتيتها من ضمير الشعب العربي.‏

هم يعلمون ذلك حق العلم..‏

ويعلمون كثرة ما فشلت رهاناتهم على الأحصنة المريضة.. اليوم هناك أحد جوادين يمكن الرهان عليهما في المنطقة.. إما السلام.. وإما المقاومة، والباقي هراء.‏

محاولة استخدام مبادرة السلام العربية لتفصيل غطاء لما لايضمن السلام، ودون المرجعيات، ولايحمي الحقوق، هي استجارة بما لايمكن أن يجير.‏

مبادرة السلام العربية، ورقة سلام للقبول أو الرفض وليست للتداول.. أليس كذلك سيدي الأمين العام لجامعة الدول العربية..؟! أليس هذا ماقلته وأعلنته وصرحت به مراراً!..‏

فإذا كانت لاتقبل النقاش.. ولاتصلح بداية حوار، بل نهاية التنازلات كيف تصلح غطاء لفرض مفاوضات «مباشرة أو غير مباشرة» بين جريمة تكتمل فصولها يوماً فيوم في غزة والقدس والأقصى والإبراهيمي وبيت لحم.. وبين الضحية المغلوب على أمرها، العاجزة حتى عن النطق.‏

ثم..‏

في الإعلام.. من حق الشعب العربي أن يطلع على حقائق مايجري.‏

هل صحيح أن الدول العربية وافقت على محادثات بلا ضمانات، بلا مرجعيات، بلا تثبيت حقوق..؟!.‏

من هي الدول العربية التي توافق على ذلك؟!.‏

كم عددها..؟!‏

من تمثل..؟!.‏

دعونا نسمع الحقيقة.. هذا حق لكل عربي كي لاننجرف وراء خيبة الأمل حتى النهاية.‏

صححوا لنا مالدينا إن كان خطأ.‏

إن الشعب العربي في كل أقطاره دون استثناء أكد مراراً وتكراراً أنه يرفض التفريط بالحقوق.. وأنه يرضى بالسلام، لكنه مع المقاومة حفاظاً على السلام والحقوق..‏

فإذا كان الرهان الأميركي الإسرائيلي على لعبة الدمى هذه، رهان كاسب، لتواجه كل دولة عربية بحقيقة موقفها.. إن كانت فعلاً توافق على التنازل عن القضية إلى درجة إعدام الحقوق والتصفية الكاملة.‏

فلتحسبها جيداً تلك القوى التي تحرك الدمى.‏

a-abboud@scs-net.org

تعليقات الزوار

مراد السوري |    | 04/03/2010 14:01

منذ متى كنا نأمل من الادارات الاميريكية؟! ..السلام.. الذي ينشده العرب مرغمين ، فهو مثل زوجة الاب بالنسبة للاولاد ؟ لانه يعني الهيمنة والتسلط الاسرائيلي على مقدرات المنطقة . العرب لايملكون شخصية محددة بحكم العاطفة التي تتحكم بهم .. فاذا قالت امريكا واسرائيل السلام يا عرب قالوا :السلام ، واذا قالت امريكا واسرائيل الحرب يا عرب قالوا: الحرب ، واذا قالت امريكا الحرب على ايران قالوا الحرب على ايران، واذا قالت امريكا الحصار على سوريا، قالوا الحصار على سوريا واذا اخطأت في امريكا في حساباتها السابقة وقالت عودوا الى سوريا يا عرب، قالوا العودة الى سوريا ،طبعا هذا الامر الاخير ينطبق على اوربا العرجاء ايضا التي بدأت تفقد شخصيتها وجوازات سفرها ايضا . طبعا هذا التفسير ينطبق على جنبلاط الذي لم يحزم امره بعد في العودة التامة والكاملة والشاملة الى سوريا ، فهو ما زال متردد او يراهن على الادارة الاميريكية وضربة قاصمة من اسرائيل للعرب او لايران ، فهو يعشق فيلتمان حتى الثمالة ولا يريد تركه ولا يريد تصديقه في نصيحته التي اوزع اليه بها وهي العودة باقل الخسائر الى سوريا . اما السلام مع اسرائيل فيبقى في حال فهمت اسرائيل معنى الفروقات بين الانسحاب الشامل او الكامل او التام من هضبة الجولان .. انها مفردات عربية كان لها معنى خاص عند الرئيس الراحل حافظ الاسد

المهندس / محمد المفتاح - الرقة ومقيم في الرياض |  almoftah_2005@hotmail.com | 04/03/2010 19:16

الأستاذ / أسعد عبود ، تحية وبعد : تجليات محنة أوباما ، وبهذا أقول : 1 - إن لم يلوِ الرئيس أوباما ذراع (زعران إسرائيل) ويجبرهم على الانخراط الجدي في عملية السلام في موعد أقصاه هذا الصيف ، فلن يستطيع عمل شيء معهم بعد ذلك ، وحينها سيكتشف الذين تفاءلوا بقدومه - وأنا واحد منهم - أنّه (طبل أجوف) أو كما يقول الأشقاء المصريون (بيّاع كلام) ! 2 - جولات عدّة للمبعوث الأمريكي ميتشيل في المنطقة لم تُفضِ عن نتيجة ، والنجاح الذي حققّه في إيرلندا كان بسبب وجود شريكين انخرطا في عملية السلام بشكل جدّي ، أمّا في منطقتنا فالشريك المفترض - وأقصد الكيان الصهيوني - ليس لديه حتى مجرد التفكير بالسلام ، ولهذا فلن ترى المنطقة السلام المنشود في ظلّ هكذا حكومة عنصرية تؤمّن لها أمريكا الغطاء في مجلس الأمن !

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 788
القراءات: 817
القراءات: 807
القراءات: 900
القراءات: 747
القراءات: 867
القراءات: 812
القراءات: 857
القراءات: 788
القراءات: 833
القراءات: 736
القراءات: 826
القراءات: 825
القراءات: 788
القراءات: 828
القراءات: 960
القراءات: 696
القراءات: 1005
القراءات: 1164
القراءات: 899
القراءات: 857
القراءات: 1183
القراءات: 1070
القراءات: 852
القراءات: 1011

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية