| تجليات محنة أوباما..! الافتتاحية مما وضع الرئيس أوباما بما حمله قدومه إلى البيت الأبيض, وماعبّر عنه مراراً في خطابات موجهة للأمة الإسلامية والعربية والعالم أمام محنة حقيقية، تتجلى صورتها الأوضح في التراجع أمام إسرائيل، عوضاً عن تأكيد الموقف، وفي التحول للضغط على الضعيف الذي لا يملك قشة ينقذ بها الرئيس أوباما من محنته، عوضاً عن الضغط على التعنت الإسرائيلي. قرار السلام يحتاج إلى قوة موقف لاتقل عن قرار الحرب، إن لم تكن أقوى.. وبصراحة لم تبدُ هذه القوة في موقف الرئيس أوباما وإدارته حتى اليوم.. ومن ضعفه لجأ إلى الضعفاء، ضاغطاً عليهم من خلف الستار، وبما لايمكنه أبداً أن يخلق حلاً.. ماذا لدى الفلسطينيين كي يقدموه؟!. ماذا لدى السلطة الفلسطينية..؟ حتى ولو توهموا غطاء عربياً لمخطط اخواء العمل السياسي للسلطة من أي موقف؟!. عندما يصل الضغط إلى درجة التنازل عن الحقوق.. والاستهتار بالمشاعر.. وتزوير التاريخ.. وتفهم العنصرية.. ماذا يمكن لهذا الثوب «العربي» البالي المخترق المليء بالثقوب أن يغطي؟!. في تجليات محنة الرئيس الأميركي.. هاهو يراهن على الجواد المريض.. الولايات المتحدة بعظمتها وكبر حجم معلوماتها لاتجهل أبداً كم يمثل موقف التراجع عن المصالح العربية ومحاولة تشتيتها من ضمير الشعب العربي. هم يعلمون ذلك حق العلم.. ويعلمون كثرة ما فشلت رهاناتهم على الأحصنة المريضة.. اليوم هناك أحد جوادين يمكن الرهان عليهما في المنطقة.. إما السلام.. وإما المقاومة، والباقي هراء. محاولة استخدام مبادرة السلام العربية لتفصيل غطاء لما لايضمن السلام، ودون المرجعيات، ولايحمي الحقوق، هي استجارة بما لايمكن أن يجير. مبادرة السلام العربية، ورقة سلام للقبول أو الرفض وليست للتداول.. أليس كذلك سيدي الأمين العام لجامعة الدول العربية..؟! أليس هذا ماقلته وأعلنته وصرحت به مراراً!.. فإذا كانت لاتقبل النقاش.. ولاتصلح بداية حوار، بل نهاية التنازلات كيف تصلح غطاء لفرض مفاوضات «مباشرة أو غير مباشرة» بين جريمة تكتمل فصولها يوماً فيوم في غزة والقدس والأقصى والإبراهيمي وبيت لحم.. وبين الضحية المغلوب على أمرها، العاجزة حتى عن النطق. ثم.. في الإعلام.. من حق الشعب العربي أن يطلع على حقائق مايجري. هل صحيح أن الدول العربية وافقت على محادثات بلا ضمانات، بلا مرجعيات، بلا تثبيت حقوق..؟!. من هي الدول العربية التي توافق على ذلك؟!. كم عددها..؟! من تمثل..؟!. دعونا نسمع الحقيقة.. هذا حق لكل عربي كي لاننجرف وراء خيبة الأمل حتى النهاية. صححوا لنا مالدينا إن كان خطأ. إن الشعب العربي في كل أقطاره دون استثناء أكد مراراً وتكراراً أنه يرفض التفريط بالحقوق.. وأنه يرضى بالسلام، لكنه مع المقاومة حفاظاً على السلام والحقوق.. فإذا كان الرهان الأميركي الإسرائيلي على لعبة الدمى هذه، رهان كاسب، لتواجه كل دولة عربية بحقيقة موقفها.. إن كانت فعلاً توافق على التنازل عن القضية إلى درجة إعدام الحقوق والتصفية الكاملة. فلتحسبها جيداً تلك القوى التي تحرك الدمى.
|
|