وعدم الدقة هنا لانعني به أن أوباما كان ناجحاً في سياساته أو أنه لم يخفق في ملفاتها الخارجية بل المقصود به أن سياسات أميركا عموماً في زمن أوباما وغير أوباما كانت على الدوام كارثية على الشعب الأميركي ولم يقتصر الأمر على شخص أوباما ذاته أو توجهاته وخططه بل على توجهات أميركا بكل رموزها وأحزابها واستخباراتها وشركاتها.
فإذا كانت الواشنطن بوست تقول بأن فضيحة الوثائق التي سربها الموظف السابق في وكالة الأمن القومي إدوارد سنودن والمعروفة بقضية التجسس على الحلفاء والأصدقاء هي واحدة من أهم الانتكاسات في سياسة أوباما الخارجية فأين هي الفضائح التي تجاهلتها الصحيفة أيام كلينتون وبوش الأب وبوش الابن والتي تصب في الاتجاه التجسسي ذاته والتي كان أبطالها مسؤولين إسرائيليين يتجسسون على أميركا ؟!
وإذا كان الإخفاق في أفغانستان وباكستان هو أحد أهم الانتكاسات الأخرى في عهد أوباما كما تقول الصحيفة فهل كانت أميركا بعيدة عن تلك الاخفاقات، في عهود بوش وكلينتون ومن سبقهما؟! أليست إخفاقات أميركا في عهد هؤلاء هي من جلب الكوارث الكبرى لأميركا وجعلها تتكبد أكثر من ثلاثة تريليونات دولار بعد غزوها للعراق وأفغانستان؟!
بالتأكيد ستكون الإجابة بنعم فالكارثة التي ألمت بأميركا جاءت بسبب سياساتها وجشع شركاتها الاحتكارية ومن يمسكون بقراراتها في السي آي ايه والكونغرس والبنتاغون أو من يمثلون هذه الشركات في تلك المؤسسات والقول بالتالي أن سياسات أوباما جلبت الكارثة هو قول صحيح لكنه ليس دقيقاً!!
ahmadh@ureach.com