تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


شيخ الكار

أسواق
الثلاثاء 29-10-2013
قاسم البريدي

ما أحوجنا اليوم إلى شيخ الكار هذا المصطلح القديم الذي كان يطلق على عمداء أصحاب المهن أو الحرف، وهو أخبرهم وكبيرهم الذي يمثلهم أمام المهن الأخرى وأمام الدولة وأمام شيخ مشايخ الكار،

فقد كان لكل مهنة انتاجية أو خدمية معلموها وأصحابها ، والكار غرفة تجارية أو اتحاد جمعيات حرفية أو نقابات تخصصية ، وكان يتألف مجلس الكار من شيوخ المهنة ورئيسهم يطلق عليه شيخ الشيوخ.‏

ولهذا المجلس مهام عدة منها تنظيم الحرفة والدفاع عن سمعتها وهو يحسم الخلافات بين الصناع ويتلقى شكاوى من المواطنين ويقاضي من أتى بإخلال في حق الصنعة، و يقوم بإعطاء رتبة للمبتدئين الماهرين ويمكن أن يتحصل على رتبة صانع أو يرتقي مباشرة إلى رتبة معلم.‏

ويجب أن يكون شيخ الكار قد اشتهر بحسن الأخلاق وامتاز بمعرفة أصول الحرفة، ويتم انتخابه والتصديق عليه من شيخ المشايخ ليكون قادرا على إدارة حرفته بالعدل والاستقامة والسهر على صالحها، ويعتبر هذا المنصب تطوعيا، غير أنه يتقاضى أجراً لدى المحاكم عند الفصل في قضايا الأمور التجارية, وعند مشورته في جودة البضائع.‏

بالطبع اليوم انقرضت الكثير من المهن القديمة وبرزت مئات المهن الحديثة وبالتالي لم يعد لها شيوخ كار، لكن يفترض حلول النقابات والاتحادات لاسيما للجمعيات الحرفية ..‏

وإذا كان التنظيم الحرفي والنقابي قبل الأزمة لم يرتق بوضع قواعد لضبط المهن لاسيما الجديدة وتحمل مسؤوليته في تحسين خبرات من يعمل بها ومنع التطفل عليها إلا بوجود شهادة تسمح له بممارسة العمل أو بطاقة حرفية تميزه عن غيره ..فإن الوضع الراهن خلال الأزمة أدى إلى تفاقم المشكلة نتيجة خسارة الأسواق التقليدية والمحال والصنع المعروفة وبرز حرفيون جدد بعضهم جيد ومقبول وبعضهم الآخر لاعلاقة له من قريب وبعيد بالحرفة إلا من باب تحصيل دخل وهنا الكارثة مرتين : الأولى بغياب الجودة عن الصنعة أو الخدمة والثانية الجشع وتقاضي أجور كبيرة بلا ضوابط ..‏

ومايحدث اليوم في الكثير من المهن الخدمية لاسيما المتعلقة بصيانة الكهربائيات والالكترونيات وصيانة السيارات والآليات يدعو للأسف، حيث لايوجد مرجع للمواطن الذي يقع ضحية الفنيين والباعة ..وعوضا عن الصيانة قد يقومون بتعقيد العطل ووضع قطع تبديل أسوأ ...والسؤال : أين الجمعية الحرفية لصيانة الأجهزة الكهربائية وأين الجمعية الحرفية لصيانة السيارات – مثلا -..ولماذا لا تضع هذه الجمعيات أرقام هواتف للشكاوى ولماذا لاتزود الحرفيين بشهادة ولائحة بأسعار الخدمات وشروط ويمكنها أن تزود الحرفيين الذي فقدوا ورشاتهم ويعملون بشكل متنقل ببطاقة حرفية يبرزونها للزبائن لتكون لديهم المرجعية لعنوانه لدى الجمعية ..‏

وأعتقد أن هناك أسواقاً متخصصة يمكن بسهولة للجمعيات الحرفية التواجد فيها كأن يكون لها مكتب أو حتى محل لعضو مجلس ادارة الجمعية ويمكن العودة إليه لمساعدة المواطنين بتقديم النصح وتلقي الشكاوى وهذا لمصلحة تنظيم الحرفة وتطويرها على غرار سوق الصاغة وسوق الخياطين هناك أسواق لمهن جديدة ومطلوبة بكثرة مثل سوق الكمبيوتر وسوق الموبايلات ولا مانع من ولادة جمعيات حرفية في كل سوق ..أما أن نترك الأمور هكذا فتلك هي المأساة ..حيث يقع المواطن ضحية عند إجراء كل إصلاح لجهاز كهربائي أو الكتروني وبمبالغ طائلة جدا ...ورحم الله أيام شيخ الكار ...‏

kassem85@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

  قاسم البريدي
قاسم البريدي

القراءات: 963
القراءات: 869
القراءات: 930
القراءات: 925
القراءات: 841
القراءات: 950
القراءات: 881
القراءات: 871
القراءات: 891
القراءات: 901
القراءات: 886
القراءات: 884
القراءات: 3763
القراءات: 879
القراءات: 899
القراءات: 959
القراءات: 936
القراءات: 888
القراءات: 906
القراءات: 1031
القراءات: 922
القراءات: 1389
القراءات: 968
القراءات: 927
القراءات: 930

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية