لقد كانت محطة جنيف المكان الذي أطلقت فيه دول العدوان يد سارقي تمثيل المعارضة السورية بعد أن أسبغت عليهم ثوب الشرعية الرسمي من خلال منظمة الأمم المتحدة وهي منظمة مسلوبة الإرادة والقرار من جانب الإدارات الأميركية المتعاقبة، وصولاً إلى المرحلة الأشد غطرسة في التاريخ العالمي المترافقة مع وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وبدء مرحلة من التغول الأميركي باتجاه الحلفاء والأعداء على السواء.
مع انتقال أطراف الحوار إلى سوتشي يتعاظم الدور الروسي على المستوى الدولي معززاً سلطة القانون الدولي ومرجعية الأمم المتحدة والالتزام بالاتفاقيات والمعاهدات الدولية، فتأتي القرارات متوافقة والشرعة الدولية بما يستجيب للمطالب الحقيقية للشعب السوري بعد سنوات من محاولات سرقة خياراته الصادقة، وبذلك تسقط قلاع الوهم والأكاذيب التي بنتها حكومات محور دعم الإرهاب وسعت لتسويقها في الغرب مع ما في ذلك من عمليات خداع لدافع الضرائب في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا الغربية.
مع سوتشي وانتقال مكان التفاوض يصبح الواقع والمنطق أكثر حضوراً، وتصبح القرارات أكثر صدقاً، وتقترب الحلول من نهاياتها.