تعديلات بسيطة مع كل دورة برامجية... وتتابع ما بدأته...كأنها تطبخ الطعام نفسه.. لكنها تبدل البهارات.. وإذا كنا نعتقد أن ماتفعله إفلاس فكري، فنحن مخطئون!
هي تدرك جيداً أنها تملك ذهن الغالبية العظمى من المشاهدين، تمتلك إمكانية تحريكه، توجيهه... تؤثر على رأيه ، تشوشه.. تخلط الحقائق... وهو يتبعها.
ترفيهها مهما بدا بريئاً فهو يندرج تحت نفس المنهج الذي تتبعه عموماً.. كل شيء مبرمج، بما يخدم الممول، ولكن هذا الممول مع طاقمه مؤخراً لم يعد يكلف نفسه عناء البحث عن الجديد...
بات يدرك أن المحطات الترفيهية المهمة.. رسخت نفسها في عالم الترفيه، لم تعد اي محطة وليدة قادرة على المنافسة... حتى تلك القديمة من الصعب أن تصمد في وجه تلك التي تبهر المشاهد بإمكانياتها الهائلة.
شركات إنتاج برامجية تدرس الخلطة السرية للبرنامج الناجح، وخاصة أن مهمتها بمعرفة شكل الجمهور العربي باتت سهلة، بعد أن ضمنت كيفية تذوقه... وهي تحرص جيداً على الحفاظ على نوعية هذا التذوق، وتحرص على استمرارية الركود الفكري...، تحت مسمى عدم خرق العرف وعدم المس بتقاليده المقدسة!!
بعدها تنهال الإعلانات لتكرس البرنامج وتحدد استمراريته دون النظر إلى جدواه أو معناه.. وما الذي يضيفه لحياة المشاهد، فالأخير وإن كان هو من يقرر ظاهرياً.. وتدعي أغلب المحطات أنها تتوجه إليه.. إلا أنها في حقيقة الأمر تتوجه للمعلن... وعندما يرغب باستمرارية أي برنامج فإن رغبته تتحقق!
صناعة الترفيه تتطور هي الأخرى بسرعة، لتصبح من أهم وأقوى الصناعات عالمياً، استمرارية بضعة برامج ترفيهية مستنسخة..لايعني أننا نجحنا بالترفيه العربي، إخفاقنا بإيجاد أفكار ترفيهية حصرية، وعدم قدرتنا على تسويق أفكار جديدة مبدعة، سيبقينا طويلاً في جمود ترفيهي، وستخفق تلك المحطات عاجلاً أم آجلاً في الاحتفاظ بمشاهدها المدجن!
soadzz@yahoo.com