ثم كتبتْ: أعرف أنك وأنت هناك تحتاج لرائحتي, وأعرف أنها ستحميك بكل تأكيد. وهو يؤكد بعد سنوات طويلة: بلى لقد كان ذاك المنديل تميمة حمتني من المخاطر!
في رواية هيرتا مولر «أرجوحة النفس» تُقدِّم امرأة عجوز ذهب ولدها إلى معسكر بعيد منديلاً لبطل الرواية الذي كان في عمر ابنها ذاك ويخدم في معسكر آخر في مدينتها. يقول بعد سنوات طويلة: «إن هذا المنديل هو الإنسان الوحيد الذي اعتنى بي في المعسكر.. أنا متأكد من ذلك وحتى يومي هذا»!
وحين ودّعت الجدة حفيدها الذي سيق إلى المعسكر البعيد- بطل الرواية نفسها- قالت له: «أنا أعرف أنك ستعود»... وقد اعتبر الشاب تلك الكلمات أيقونة لطالما حمته وأرجعته في النهاية سالماً!
من منا اليوم لا يحتاج إلى منديل- تميمة- أيقونة؟
وقبل المنديل الأيقونة لابد من إيمانٍ داخلي عميق يرشح من جدران القلب, ويهب من فضاء الروح... إيمان هو الحب.. الحب الذي يصبح حارساً كلما تجذّر أعمق في النفس.
في كثير من أفلام الحرب يحمل الرجال صور من يحبون, وأنا على يقين أن الرجال مازالوا يفعلون ذلك خاصة أيام الحرب.
ونحن مازالت «سورية» أيقونتنا الأجمل والأقدس.
suzan_ib@yahoo.com