تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


منديل - أيقونة

رؤيـة
الأربعاء 23-10-2013
سوزان إبراهيم

متكوم في خندق خلال حرب الخليج, يناديه أحدهم ويسلّمه مظروفاً مختوماً من بلد بعيد. حين فتح المظروف فاجأه منديل أبيض تركت عليه حمرةٌ بصمات شفاه حبيبته,

ثم كتبتْ: أعرف أنك وأنت هناك تحتاج لرائحتي, وأعرف أنها ستحميك بكل تأكيد. وهو يؤكد بعد سنوات طويلة: بلى لقد كان ذاك المنديل تميمة حمتني من المخاطر!‏

في رواية هيرتا مولر «أرجوحة النفس» تُقدِّم امرأة عجوز ذهب ولدها إلى معسكر بعيد منديلاً لبطل الرواية الذي كان في عمر ابنها ذاك ويخدم في معسكر آخر في مدينتها. يقول بعد سنوات طويلة: «إن هذا المنديل هو الإنسان الوحيد الذي اعتنى بي في المعسكر.. أنا متأكد من ذلك وحتى يومي هذا»!‏

وحين ودّعت الجدة حفيدها الذي سيق إلى المعسكر البعيد- بطل الرواية نفسها- قالت له: «أنا أعرف أنك ستعود»... وقد اعتبر الشاب تلك الكلمات أيقونة لطالما حمته وأرجعته في النهاية سالماً!‏

من منا اليوم لا يحتاج إلى منديل- تميمة- أيقونة؟‏

وقبل المنديل الأيقونة لابد من إيمانٍ داخلي عميق يرشح من جدران القلب, ويهب من فضاء الروح... إيمان هو الحب.. الحب الذي يصبح حارساً كلما تجذّر أعمق في النفس.‏

في كثير من أفلام الحرب يحمل الرجال صور من يحبون, وأنا على يقين أن الرجال مازالوا يفعلون ذلك خاصة أيام الحرب.‏

ونحن مازالت «سورية» أيقونتنا الأجمل والأقدس.‏

suzan_ib@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 سوزان ابراهيم
سوزان ابراهيم

القراءات: 1395
القراءات: 1341
القراءات: 1550
القراءات: 1465
القراءات: 1549
القراءات: 1946
القراءات: 1351
القراءات: 1486
القراءات: 1466
القراءات: 1529
القراءات: 1457
القراءات: 1560
القراءات: 1528
القراءات: 1466
القراءات: 1534
القراءات: 1571
القراءات: 1552
القراءات: 1583
القراءات: 1586
القراءات: 1532
القراءات: 1549
القراءات: 1595
القراءات: 1605
القراءات: 1621
القراءات: 1572

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية