تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المتهم الأول!

فضائيات
الأربعاء 27-1-2010
سعاد زاهر

أكثر الآراء التي تتحدث عن الانصراف عن الكتاب والثقافة عموما تتهم التلفزيون بأنه من أهم الوسائل الذي جعل الناس ينصرفون عن تلك النوعية العميقة من الثقافة...

انصرافهم هذا شكل للتلفزيون حافزا ليقدم لهم برامج طيلة ساعات النهار،لاوقت لديه للاستراحة،ولكن مانوعية ما يقدمونه،ماالثقافة التي حلت بدلا عن الرواية والشعر والفلسفة..وتلك المحاكمات التي تجبر القارئ على إجرائها،ليخلص إلى أفكار ورؤى خاصة به؟.‏

الفضائيات قلبت المعادلة التي سادت لقرون عديدة،ساد خلالها الأدب الرفيع بعمقه ورفعته..وبالتالي ترافقت تلك الحالة بحالة قيمية راقية...‏

بعد أن بدل التلفزيون المعادلة ما الذي حدث..؟أصبح يضخ ثقافته التي تحاصرنا بلا رحمة،ثقافة الشكل،والاستهلاك،وثقافة بلامعنى...‏

الفضائيات وبدلا من أن تتحول إلى أداة للتطوير والتنوير ،غرقت في متاهات السوق،وفرضت أنماطا محدودة من التعاطي مع المشاهد فهاهي تفرض عليه المنوعات حتى بات لايستسيغ غيرها،الفن تقدمه له وفق نظرية خاصة بها،كل يوم تطور وسائل جديدة من الاستسهال حتى بتنا لانعرف إلى أين ستصل..الدراما تختار انجح الفضائيات تلك التي تحفل بحكاية بدائية بسيطة (تمطمطها)حتى لاتكاد تعرف لها نهاية معتبرة أن التلفزيون لايحتمل بأي شكل أي نوع من العمق..‏

المشكلة أن هذا النوع من التعاطي التلفزيوني لاينعكس فقط على آلية العمل في التلفزيون،بل وعلى العاملين فيه، بل على مجتمع بأكمله،فبسبب التأثير الكبير،هاهو يفرض قيمه ولا يبتعد عنها إلا من يعيش غالبا خارج عصر التلفزيون.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 سعاد زاهر
سعاد زاهر

القراءات: 11383
القراءات: 877
القراءات: 947
القراءات: 894
القراءات: 1061
القراءات: 890
القراءات: 910
القراءات: 868
القراءات: 886
القراءات: 916
القراءات: 930
القراءات: 902
القراءات: 930
القراءات: 937
القراءات: 970
القراءات: 999
القراءات: 983
القراءات: 1001
القراءات: 975
القراءات: 1077
القراءات: 990
القراءات: 1037
القراءات: 1042
القراءات: 1055
القراءات: 832
القراءات: 899

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية