تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هل هم معنا؟!

الافتتاحية
الأربعاء 27-1-2010
بقلم : رئيس التحرير - أسعد عبود

تسجل جهات دولية «أوروبية تحديداً» رفضاً مستمراً ليوميات السياسة الإسرائيلية، في مواقف تمنع بقايا الأمل بالسلام من التحول إلى رماد كامل،

كان آخرها رفض وزير خارجية اللوكسمبورغ لتصريحات نتنياهو حول المستوطنات والاستيطان.. وقبلها ما أعلنه السيد وزير خارجية النرويج «جوانس جارستو» من أن إسرائيل لا تريد السلام، وأن حكومة نتنياهو أغلقت الباب أمام عملية السلام، وهي لا تحترم القانون الدولي وترتكب المجازر والتدمير ضد الفلسطينيين.‏

والسؤال:‏

هل آن الأوان أن يُحدث تراكم هذا الرفض لهذه السياسات تغييراً نوعياً في الموقف من السياسة الإسرائيلية كلها..؟! هل آن الأوان أن تعلن أوروبا «الاتحاد الأوروبي» بوضوح أن السياسة الإسرائيلية تجافي السلام وتناقضه وتتعارض معه.. ثم تتخذ الموقف الإيجابي الذي يتبنى دعمها للسلام؟!‏

بالأمس عقدت الحكومة الألمانية اجتماعاً مشتركاً مع الحكومة الإسرائيلية.. لم يترك من المواقف الأوروبية الفعلية المساندة لعملية السلام أي شيء.. على العكس من ذلك أظهر الموقف الألماني «ألمانيا دون شك من أهم الدول الأوروبية» تشجيعاً لحكومة نتنياهو على الاستمرار في ممارسة سياستها التي هي محل نقد أوروبي.. بل عالمي.‏

لماذا يصمت العالم؟!‏

لماذا يكتفي بموقف سلبي يسجل رفضاً في أحسن الحالات؟!‏

لماذا لا يتخذون المواقف المؤيدة فعلياً للسلام؟!‏

بتقديري أن الموقف العربي هو السبب.‏

الموقف العربي بعيداً عن الكليشيهات المتوارثة التي يؤكد موردوها حرصهم على القضية الفلسطينية مستعينين بالتاريخ لإثبات تضحياتهم.‏

بعيداً عن ذلك, الموقف العربي أكثر صمتاً وسلبية من المواقف الأوروبية والعالمية.‏

لماذا سيكون العالم معنا إن لم نكن نحن مع أنفسنا؟!‏

لماذا سيدافع العالم – سياسياً- عن سلام نسعى إليه «المبادرة العربية مثلاً» إن لم نسعَ نحن؟‏

نحن نستطيع أن نستنتج من سيرورة الأحداث والتصريحات ما يمكن أن يكون فهمه وعرفه مبعوث السلام الأميركي السيناتور ميتشيل من الإسرائيليين والذي يجعله «أي المبعوث» في حالة من القنوط وفقدان الأمل.‏

لكن.. لا نستطيع أبداً أن نستنتج ماذا سمع من القادة والسياسيين العرب؟!‏

هل أفهموه مثلاً.. أن صبرهم على التعنت الإسرائيلي لن يطول؟!‏

هل قالوا له مثلاً: إن الرفض العنجهي الإسرائيلي للسلام سيدفع أصحاب الأراضي والحقوق إلى أساليب أخرى غير المحادثات والمساعي الحوارية التي لم تتقدم خطوة واحدة على الطريق، بل على العكس.. تراجعت؟!‏

أكثر من ذلك..‏

هل وضعت الدول العربية أي دولة أوروبية أو الولايات المتحدة نفسها بصورة احتمالات تطور سلبي للعلاقات إن ظل هذا التشجيع للسياسة الإسرائيلية الرافضة للسلام قائماً؟!‏

هل تحسبت الولايات المتحدة أو ألمانيا أو غيرهما.. لاحتمالات موقف عربي مواجه رداً على تشجيع إسرائيل على رفض السلام..؟!‏

إن لم يكن العرب قد سجلوا هذا المستوى من المواقف.. فمن الجيد أن يسجل الأوروبيون مواقف الرفض «ولو كانت سلبية» للسياسة الإسرائيلية.‏

إنها حقيقة لا يجهلها أي عربي..‏

لن يكون العالم معنا إن لم نكن مع أنفسنا.‏

فهل نحن كذلك؟!‏

اقرؤوا التصريحات والبيانات والكلمات والتبريرات التي ترد من زعماء عرب!! هل هم معنا؟!.‏

a-abboud@scs-net.org

تعليقات الزوار

جلال ابراهيم الحسن  |  hasanpavlova@gmail.com | 27/01/2010 10:31

المشكلة تكمن في الدبلوماسية العربية ! كيف ؟الدبلوماسية في العرف اللغوي هي لغة الحوار أو المحادثة هذا أولا أي ايصال ما تريد عن طريق اللغة التي هي غير لغتك . لا يكفي أن تتقن لغة , بل أن تكون على دراية بثقافة وتاريخ عادات تلك الدول التي تحاورها ! لماذا يبدو لنا أن الدبلوماسية الأسرائيلية ناجحة وتقوم بفرض موقفها على الساحة الدولية فرضا ونحن غير قادرين!لأسباب أهمها أن مجتمع دولة العدو هو مجتمع مركب من جميع بلدان العالم , من فرنسا وألمانيا والنمسا وغيرها من هذه البلدان , فإذا أخذنا بعين الأعتبار أن نشأة هؤلاء الشتات في تلك الدول وفهمهم لثقافتها وعاداتها و تاريخها ومشاكلها الداخلية يجعلهم قادرين على فهم نمط تفكيرهم و التأثيرعلى موقف تلك الدول , بحيث أن المجتمع العربي هو مجتمع محافظ منغلق شيئا ما , فنحن على ما يبدو ليس لدينا عامل ضغط على الدول الأوروبية لجهلنا بالداخل الأوروبي . بالأضافة إلى وجود مراكز للدراسات متخصصة بجمع وتحليل وتنسيق المعلومات وتقديمها إلى الجهات المختصة . المهمة التي تقع على عاتق الدبلوماسية العربية هي فهم ما يريدون منا بالضبط , والتأقلم مع الظروف والمتغيرات الدولية .

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 791
القراءات: 820
القراءات: 811
القراءات: 903
القراءات: 750
القراءات: 871
القراءات: 816
القراءات: 860
القراءات: 791
القراءات: 836
القراءات: 741
القراءات: 829
القراءات: 828
القراءات: 791
القراءات: 832
القراءات: 963
القراءات: 699
القراءات: 1008
القراءات: 1167
القراءات: 902
القراءات: 860
القراءات: 1186
القراءات: 1074
القراءات: 855
القراءات: 1014

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية