تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الحقوا الدنيا ببستان هشام..

من داخل الهامش
الجمعة 30-5-2014
ديب علي حسن

من ترابك جبلنا، ومن طهر مائك تعمدنا، ومن ارضك كان قبس الكون عبر آلاف السنين، من بيارات البرتقال خرج الحرف الاول، ومن هنا من ضفاف الفرات كان عبد الرحمن الداخل،

وقبل هذا وذاك هنا ظهر عمود النور من سماء مافوقها سماء، وكان ان خرجت البشرية من ظلماتها، ومن هنا كانت الرسالة وكان الالق، واليوم يظنون ان عمود السماء يكسر، وان السوري الذي نشر في اركان الدنيا عطرا وبهاء وعلما ومعرفة يظنونه ينكسر ينهزم يضيع يفقد بوصلته امام حشودهم واغراءاتهم، مكروا ودبروا وضربوا واحرقوا وعاثوا فسادا في كل مكان، اضرموا النار في حقول البنفسج والقمح ولوثوا الندى وطهره، الينا اتوا غماما اسود يقتلون القمح وحبات الندى، ومن هنا وهنا وعلى صخرة وجودنا وفي حقل عطائنا وبهائنا نقول من هنا: انكسروا، ذلوا تاهوا، ضاعوا، فقدوا كل اتجاه وكل بوصلة، من هنا من كل ذرة تراب سورية كان الجواب كان الرد كان النضال، غباؤهم السياسي والثقافي والمعرفي ان كان موجودا، ونشك بوجوده خانهم بل هو في حالة الصدأ، امام جبروت الحق والبهاء انكسرت اباطرة وانهارت دول عظمى، وسحقت جيوش غازية.‏

ومع ذلك يكررون اخطاءهم ويظنون ان المال الاعمى مال العربان والنفط قادر على ان يغير السوريين، لانشك ان البعض قد اعماهم رنين الدولار ومال البعير ولكن الحقيقة الاكثر سطوعا اننا امام رسالة للعالم كله: ها نحن السوريين مجبولون بترابنا، معطرون بدماء شهدائنا، تناى بنا المسافات لكن قلوبنا عقولنا امالنا الامنا حياتنا اليوم والغد وبعده، في سورية ولسورية وصيحة صلاح قصاص هي على كل لسان: (الف حبل مشنقة ولايقولون ياخديجة ابو عمر خاين)، نعم هم السوريون في كل حدب وصوب ومن يقرا في كتاب مجدهم لا يعرف معنى الكرامة ولا يعرف حركة التاريخ.‏

السوريون يحملون اينما حلوا معهم تراب الوطن ودموع الامهات وعبق الحبق، كل سوري اينما حل هو قديس وهو رسول عطاء، اينما كانوا جذورهم في الفرات والعاصي وبردى والساحل وحلب وحوران والجولان والحسكة وادلب هم الحق الدنيا ببستان هشام، وعلى وقع شامة الدنيا التي قالت للدهر كن فكان يرسم السوريون عالما جديدا وليقرا من يريد ان يقرا لئلا يكتب التاريخ ذات يوم ان الذين يظنون انهم امتلكوا الدنيا وفضاءها كانوا الاكثر غباء وهم مقادون كبعير اجرب وراء ذئاب مفترسة لا تعرف الا مجاهل الصحارى وليتها تعرفها، اولئك الذين يظنون انهم وصلوا المريخ ما زالوا امام قدمي طفل سوري يتعلمون اول ابجديات الحضارة والوجود.‏

d.hasan09@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 ديب علي حسن
ديب علي حسن

القراءات: 732
القراءات: 734
القراءات: 763
القراءات: 657
القراءات: 671
القراءات: 753
القراءات: 818
القراءات: 759
القراءات: 631
القراءات: 831
القراءات: 731
القراءات: 713
القراءات: 699
القراءات: 717
القراءات: 700
القراءات: 656
القراءات: 810
القراءات: 677
القراءات: 746
القراءات: 720
القراءات: 784
القراءات: 756
القراءات: 774
القراءات: 699
القراءات: 748

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية